كتاب الحنين إلى مكة هو سيرة روحانية عابقة بالشوق ومضمخة بندى الذكرى، يدوّن فيها الكاتب عبدالعزيز آل زايد رحلته إلى قلب الملكوت، عبر إحدى عشرة حجة قضاها بين المشاعر المقدسة. لا يقتصر الكتاب على توثيق موسم واحد من مواسم الحج، بل هو بستان من الذكريات واللقطات والمواقف، قطفها الكاتب من مواسم متفرقة، فغدت سيرة عابرة للسنوات، تحفر أثرها في النفس وتطرّز الروح بندى الحنين.
ينتمي الكتاب إلى أدب الرحلات الدينية، لكنه يتفرّد بمسحة قصصية دافئة، تمزج بين الواقع والمخيال، بين ما كان وما تمنّت الذاكرة أن يُحفظ. يجعل الكاتب من تجربته نافذة مشرعة للمشتاقين، ورفيقًا للحاجّ قبل سفره وأثناء رحلته وبعد عودته، يوقظ به الأشواق في قلب من حجّ، ويرسم لمن لم يحجّ صورة من طهر تلك المشاهد.
في هذا العمل، يبوح الكاتب بمكنونات القلب حين يعانق الملكوت، ويوشّح سطوره بفوائد معرفية تأسر العقل، وتجارب إيمانية تُنضج الروح. إنه كتاب يروي ظمأ العاشق إلى مكة، ويمدّ الحنين بخيوط من نور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق