الجمعة، 29 أبريل 2022

مشكلة فلسطين.. أين الحل؟




هنيًا لأهل فلسطين الأكل من ثمارها والرّي من مياهها، بلدة طيبة وهواء عليل، هل يُلَام من  يسمي فلسطين جنّة الأرض؟، هل يُلَام من عشق رباها وحَنّ إلى لثم ثراها؟، هل يُلَام…؟، هل يُلَام…؟، إنها أرض الأرواح قبل أن تكون للأجساد وطنًا، إنها ميناء السلام قبل أن تكون للغرماء مطمعًا وحربًا، فلماذا الشجار معاشر البشر؟، كل من على هذه الأرض راحل، كل مسيحٍ ويهود ومسلم راحل وإلى التراب صائر، فلما الشجار؟


لو كان محمد الرسول بيننا لحل النزاع، أولم يحل السلام في طيبة الطيبة؟، فهواء يثرب من هواء القدس، فلماذا لا نرفع راية السلم بين المتنازعين كما فعلها محمد النبي الخاتم؟، العيب فينا لا في الزمان، المشكلة في النفوس لا في الأوطان، الحل يكمن في الداخل لا في الخارج، لقد مرّة ردح طويل والنزاع قائم على سوقه، فمن هو ذلك العظيم الذي سيحل الأزمة؟، لقد سار عمر من المدينة إلى بيت المقدس بعد مشورة علي، وحَلّ بين الجميع السلام، أترى عجزنا أن نحذو حذو السلف؟، والعقول تدعي الكمال!!


المشكلة في داء الكِبْر والشموخ بالأنف، حين قدم عمر مع خادمه لفلسطين كانت النوبة أن يركب الخادم ويترجل عمر، فلما أبصروا أهل الكنيسة قالوا: من هو الخليفة؟، فتعجبوا حين قال المسلمون: إن الراجل هو عمر! . للأسف لا نمتلك صفة التواضع ومبادرة الخصوم بأخلاق محمد، لو تمكن أحد الأطراف من رقاب الغير، أي الأطراف سيصدع: "إذهبوا فأنتم الطلقاء"؟!


المتتبع للمسيرة الفلسطينية وسيرة بيت المقدس سيلاحظ أن الجناية كل الجناية وقعت على هذه الأرض دمارًا وقتلًا وسفكًا للدماء وهتكًا للأعراض. فمتى سيظهر ذلك العبد الصالح الذي على يديه سيعم الحبّ والسلام؟، متى سيحل بهذه الأرض الخير والرخاء؟، ليس من الصحيح أن يكون دورنا انتظارًا مكتوف اليد مشلول العطاء، بل المرجو أن نسير وفق المحجة والهدي، وإلا لن نرى الأحلام في زماننا، ففاقد الشيء لا يعطي، وصاحب الشوك لا يجني العنب.


السبت، 23 أبريل 2022

العباقرة العميان

 




امنحوني وقتًا لأصنع لكم من العميان عباقرة، هذا الحديث ليس زهوًا ولا تفاخرًا، بقدر ما هو واقع متحقق بالقوة، ويحتاج لمختبر لتراه الجماهير بالفعل. 

سعيت أن أكون معلمًا للموهوبين، وحينما تعذر عليّ بلوغ المرام، حلّقت بهذه الأمنية مستهدفًا جميع أحبتي الطلبة، فهم كالزهور وأنا أتقمص دور الفراشة التي تحلّق في روائع البستان، فكل طالب يمتلك موهبة من نوع ما، وهي نظرية سبقنا لها عالم النفس  هاورد غاردنر عام 1983م، التي تتبنى وجود العديد من الذكاءات، أتخطر أني أطلقت برنامجًا صيفيًا يستهدف الصغار اسمه (أبناؤنا أذكياء)، ليفاجأني في أيام التسجيل أحد أولياء الأمور معترضًا: "لكن ابني ليس ذكيًا!!"، بالفعل لن يكون ذكيًا إذا غرسنا فيه إبرة الغباء، كالنسر الذي ظل دجاجة حين استمع لاحباط رواد القن!!

حديثنا لا يرتبط بتربية الأبناء وتنمية مهارات الطلبة، بل حديث عن عباقرة أحياء يعيشون معنا وحولنا، وهم فريق العميان، أكاد أجزم بصحة مدعاي، فأقول: "أعطني أعمى أمنحك عبقريًّا يدهشك"، لدي اعتقاد أن العميان يولدون عباقرة، قد يجهل المعترض نقطة العبقرية فيه إلا أنها مندثرة في خلجاته ولا تحتاج إلا لمكتشف ليخرجها للنور. 

تصفحت حياة العديد من العميان ولم أتعجب حين لمست العبقرية تسري في دمائهم، ولعلي أشاطر الناقد العراقي (عبدالله إبراهيم)، المتولع بثقافة العميان، حيث صدح بشقشقته الكتابية، ليسفر عن سفره الجميل: (عين الشمس: ثنائية الإبصار والعمى من هوميروس إلى بورخيس)، في كتابه هذا يتناول العديد من العميان المثقفين، والعباقرة الأكفاء كأمثال: ابن سيده، والرازي، والعكبري، والآمدي، وأبي العلاء، وطه حسين، وسواهم. 

ليس إدعاءً لو أطلقنا على عالم العميان، عالم (أسطورة الإبداع)، فلكل رجل أعمى أسطورة، هل سمعنا عن (هيلين كيلر) الصماء العمياء التي حصلت على الدكتوراه في العلوم والفلسفة؟، هل نعجب من توماس ويغينز المعروف باسم (توم الأعمى)؟، الذي رغم كونه كفيفًا إلا أنه أبهر الجميع بروعه عزفه على أصابع البيانو، حتمًا ستنتهي الصفحات ونحن نعدد العباقرة الأضراء، إن حلمي أن أجمع العميان في حلقة لأتعلم منهم الإبداع، فلماذا لا نكوّن لهم نادي العباقرة؟!

الأربعاء، 13 أبريل 2022

لا تقتلوا يوسف !!



الحديث عن شجاعة اللسان، والنطق بالحق، فقلما نجد من يمتلك بسالة الكلمة، ويتسلح بشجاعة الموقف، لهذا قال الإمام علي: "ما ترك لي الحق صاحبًا"، ونتحدث في هذه العجالة عن كلمة رصاصة أطلقت من فم شقيق أمام جمع مخالف يرعد ويزبد: (لا تقتلوا يوسف)، كلمة حق قالها (يهوذا) أمام ذئاب بشرية ضارية تتوثب للفتك والافتراس، ليس من السهل السير عكس التيار، بل من الصعب أن تكون الرقم المخالف أمام زوبعة متعطشة لسفك الدم، فلربما يكون المعترض ضحية وهذا متوقع، فمن يقف أمام فوهة المدفع سيخسر رأسه لا محاله!!


(لا تقتلوا يوسف)، إنها كلمة صادقة من قلب مخلص صادق، قالها يهوذا ليدافع بها عن شقيقه الذي اجتمعت الأيدي على قتله، أي نفس امتلكها هذا الفتي، ليقول للجميع كلمة: (لا)، الشجاعة أحيانًا أن نقول كلمة، وهي محك الاختبار، استطاع يهوذا بهذه الكلمة أن يوقف قاف القتل، رغم أن ما وقع على شقيقه ليس بالأمر الهين، لهذا قال يعقوب فيهم صارخًا حين استشعر الخطر، وعلم أن أنفسهم سولت لهم أمرًا : (الويل لكم ماذا فعلتم بيوسف؟!).


ليس القتل نوعًا واحدًا، إنما هناك كلمات صغار لها وقع الرصاص أحيانًا، فهل سنمارس القتل برصاصات كلماتنا؟، وضع اللسان في محبسين حتى لا تجرح حروفه أحدًا، فكلم اللسان أنكى من كلم السنان، كما جاء في المثل العربي، وبالفعل كثيرًا ما تكون مدية اللسان جارحة، فهل نعي؟، يقول الإمام الشافعي:


اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ 

لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ 

كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ؟

كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ


وكان أحد الصلحاء يضع حصاة في جوف فمه حتى لا يعثر به لسانه، فإن رأى ما سيقوله حقًا استخرج الحصاة ونطق، وإلا فلن تغادر الحصاة مخبأها، ليعم بذلك السلام، الخلاصة إننا نحتاج لإشارة مرور تزن الكلام قبل أن يخرج على عواهنه كيفما اتفق، فتسمح بحديث، وتمنع إذا كانت الإشارة حمراء، ومن يقطع إشارة المرور حق عليه عقاب. 


السبت، 9 أبريل 2022

خدمة المكفوفين

 خدمة المكفوفين وامتاع عشاق 

الكتب الصوتية تطلع الروائي آل زايد 



حوار: أ. منال الخويطر 

منتدى آفاق العروبة


يغفل أغلب الكتّاب عن النظر لأصحاب الإعاقات البصرية، وفي لفتة إنسانية صرفة يتطلع الكاتب والروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد، لدعم وتثقيف شريحة المكفوفين وفاقدي البصر، عبر تبني مشروع نبيل هو دعم المكفوفين بانتاج كتب صوتية، وللتوسع في مشروعه منحنا الكاتب آل زايد إجراء هذا الحوار الذي بدأناه بالتحية والترحيب. 


س١: الكاتب والأديب السعودي عبدالعزيز، من خلال معلومات خاصة تعرفنا على اهتمامك بشريحة المكفوفين، فلماذا الاهتمام بالعميان؟

ج١: لدي علاقة وجدانية مع المكفوفين المعاصرين والراحلين، فالله سبحانه وتعالى ابتلى ثلة من الناس بفقد البصر، ولا يعني ذلك فقد البصيرة والثقافة، فكم من رجل أعمى هو فريد عصره ونابغة دهره رغم الإعاقة؟، والنماذج أبرز من أن تذكر، منهم: بشار بن برد، أبو العلاء المعري، طه حسين، وسواهم، فمن يقرأ في كتاب الأيام أو دعاء الكروان يلحظ إبداع العميد، ومن يقرأ رسالة الغفران واللزوميات يدرك عمق المعري، أما بشار فحسبنا قطفة من قطفات شعره يقول فيها:


كَأَنَّ مُثارَ النَقعِ فَوقَ رُؤُسِنا

وَأَسيافَنا لَيلٌ تَهاوى كَواكِبُه

بَعَثنا لَهُم مَوتَ الفُجاءَةِ إِنَّنا

بَنو المُلكِ خَفّاقٌ عَلَينا سَبائِبُه

فَراحوا فَريقًا في الإِسارِ وَمِثلُهُ

قَتيلٌ وَمِثلٌ لاذَ بِالبَحرِ هارِبُه


فرغم هذه الإعاقات إلا أنّ كثير من المكفوفين تميز وحلّق وطبق، فلماذا لانهتم بالعميان؟، وهم أخوة لنا ابتلاهم الله بالفقد، وكلنا عرض له أو لغيره. 


س٢: هل لك أن تشرح لنا مشروعك الثقافي الذي تنوي الشروع فيه لخدمة العميان؟

ج٢: لا يزال المشروع فتيًا، ومن الجيد الصدع به، فالهدف أن يقام على سوقه، بغض النظر عمن يؤسسه أو يعود الفضل في تأسيسه له، ليس المهم الزخرف والزبد إنما المهم ما يبقى وينفع الناس، المشروع لا ينحصر في خدمة العميان فقط، بل هو لكل من يمتلك آذان ويعشق الاستماع، المشروع هو تكوين مكتبة صوتية ثقافية وأدبية، لسد حاجة وجدناها الآن ملحة للأصدقاء المكفوفين وعشاق الكتب الصوتية، البادرة تحتاج لدعم، ويلزمها فريق عمل جاد، ولا يمنع أن نسير نحوها بتحويل بعض كتبنا لملفات صوتية تسد فراغ الأخوة الفاقدين للنور، وتنعش عشاق الكتب الصوتية، هناك بعض المشاريع الصغيرة في هذا الصدد بدأت ونتوقع أن تنافس المنصات الكبيرة والبارزة إن كتب الله لها التوفيق، فالمشوار البعيد يبدأ بخطوة، ومن سار على الدرب وصل.


س٣: قبل التوجه لانتاج الكتب الصوتية، هل فكرت بطباعة كتبك بطريقة برايل؟، وأيهما أهم بالنسبة لك؟

ج٣: بالنسبة لنا الكتب الصوتية أهم لكونها تخدم الكفيف وغير الكفيف، بينما الكتب بطريقة برايل تلامس شريحة ضيقة، ومع ذلك تحركنا لها، إلا أنّ بعض الأصدقاء المكفوفين نصحنا بالتوجه للكتب الصوتية، وأشار أن الكتب المطبوعة بطريقة برايل قليلة الاستخدام مقارنة بالكتب الصوتية، فالهدف الثقافة قبل القراءة، ولا يعني أن انتاج كتب بطريقة برايل لا فائدة بها، عليه ينبغي أن نخدم الكفيف بما يراه مناسبًا له، لا بما هو مناسب لنا، فهو أعرف بحاله، لخوضه التجربة الفعلية. 


س٤: من أين ولدت لك فكرة الانتاج الصوتي؟، وهل هي تجربة مكلفة أم لا؟ 

ج٤: كل شيء له كلفة، وكلما كان الاتقان رفيقًا كان مؤشر التكلفة مرتفعًا، فمن أين ولدت الفكرة؟، واجهتني مشكلة ضيق الوقت، حيث لم أتمكن من الهروب من المدرسة لقراءة الكتب، كما فعلها كبار الكتّاب في بواكير طفولتهم، لهذا وجدت حلًّا لمشكلتي عبر الاستماع إلى الكتب الصوتية المخصصة للعميان وهواة الاستماع للكتب الصوتية، ومن هنا تعلقت أذني بالمفيد من الكتب الصوتية، فوجدتها وسيلة نافعة للمكفوفين ومن لا يجدون الوقت الكافي لالتهام الكتب الوفيرة، وبفضل هذه الفكرة استطعت معرفة ما يستجد على السوق من مؤلفات، هنا عزمت على الالتحاق بركب انتاج الكتب الصوتية التي ستحرج كل من ادعى عشق الثقافة وتعذر بقلة الفراغ.


س٥: كيف يتسع لك الوقت للاستماع للكتب، ومزاولة التأليف والقراءة، وأنت موظف على رأس العمل؟، هل لك أن تكشف لنا عن كتابك الصوتي الأول؟ 

ج٥: بالنسبة لكتابنا الصوتي الأول، لا نرغب في الانجرار وراء المهتمين بالسبق الصحفي، فالأمور تأخذ دورتها الطبيعية ثم يأتي فصل الربيع، القصة تبدأ من تجربة ملأ الوعاء، فالوعاء المملوء بالحجارة، بالإمكان أن يملأ بالرمل، والوعاء المملوء بالرمل، ممكن أن يملأ بالماء، فهو بالفعل وعاء واحد لكنه يتسع لثلاثة، للحجارة ثم للرمل ثم للماء، حينما يكون الترتيب متسقًا، ببساطة هناك في حياتنا فجوات وثغور ضائعة، من يلتفت لها يجد الوقت، فقد قرأت أن أحدهم يقرأ الكثير من الكتب في لحظات انتظار إشارة المرور، وأنا كذلك أكسب وقت الاستماع في الأوقات الضائعة، كلحظات السياقة والاستحمام ووجبات الطعام وسواها، الوقت ٢٤ ساعة للجميع، فمن يكسب الأوقات الضائعة يصنع الفرق. 


س٦: ما صحة ما بلغنا؟، هل بالفعل تستهدف خدمة المكفوفين؟، أم أنت تفتح قنوات جديدة لشرائح جديدة لاقتناء كتبك؟ 

ج٦: سؤال صريح، يحتاج لإجابة صريحة، المكفوفين على أنواع، فهناك مكفوف فاقد البصر، وهناك مكفوف لديه البصر، لكنه لا يستخدمه في القراءة، وفي نظري هي مشكلة أكثر ألمًا من مشكلة الإعاقات البصرية، فلماذا لا يقرأ المبصرون الأكفاء؟، لا نحمل المشكلة كاملة على العازفين عن القراءة، فالحكومات العربية لا تفسح للمواطنين وقتًا كافيًا للقراءة، فالقراءة تحتاج لجهد، ولا تنسجم مع العامل الكادح الذي يؤوب إلى فراشه متعبًا، ومن الخطأ أن نرى المواطن القارئ عائقًا لنماء مجتمعه ودولته، فلا يكون النماء الحقيقي إلا من خلال القرّاء، فالإجابة نعم نستهدف خدمة المكفوفين من يمتلك البصر ومن لا يمتلكه، فالهم ثقافي صرف في المقام الأول. 


س٧: هناك من تكهن لك بروزًا لافتًا في الأعوام المقبلة، أين ترى نفسك في مثل هذه التوقعات؟

ج٧: إذا تعلمنا من الكتب والعلوم والمعارف شيئًا فهو أن نكون متواضعين على الدوام، يلزم أن نتواضع دائمًا وابدًا، وهي السجية التي ينبغي علينا جميعًا التحلي بها قراءً وكتّابًا، ولا يعني هذا التواضع أن نقلل من الطموحات والتطلعات، نعم ينبغي لكل واحد فينا أن يكون طه حسين والعقاد وأنيس منصور، وسواهم، وإلا فلا معنى للحياة، إذا دخلنا في دار وانتقلنا إلى دار دون أن نحدث أثرًا، بل ينبغي لنا أن نحدث النقلة الفارقة، وهذا التطلع ما يضعنا على المحك.


س٨: الوقت يمضي على الجميع ولا يعود، وانتهاء هذا الحوار خير شاهد، فماذا تقول أمام ماكينة الحياة التي تسير ولا تتوقف؟

ج٨: ومن قال أن الوقت هو الذي يتقدم بنا فقط، لننظر أيضًا لهذه الفوائد التي نتحدث بها، فكما أنّ الوقت يعمل فينا عمله، فنحن كذلك نصنع فيه صنائعنا، فالمؤلفات والكتب والانتاجات خير دليل على أن لكل عامل مبدع بصمة في هذه الحياة، وعلينا بالفعل أن نوقد الشموع بدلًا من إطفائها. 


نشكر لك اتاحة هذه الفرصة 

وإلى لقاء قريب في حوار آخر 


الأربعاء، 6 أبريل 2022

لا تيأسوا فهناك رحمة




لماذا اليأس من رحمة الله؟، قد يطول الصّبر، إلا أنّ الله وعد بالفرج، فلماذا اليأس؟، ورد في الدّعاء: (كَيْفَ يُرْجى سِواكَ وَأَنْتَ ما قَطَعْتَ الإحْسانَ؟، وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ مابَدَّلْتَ عادَةَ الاِمْتِنان؟).


المؤمن بقدرة الله يتعلق قلبه بالأمل، وليس من طبعه اليأس، قال يعقوب لأبنائه حين ضربت الشّدة عليه تخومها، وخسر بعد يوسف أعز أبنائه (بنيامين): (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).


هل رأيت تمساحًا يريد ابتلاع غزالة؟، لو قلتُ لك: أنّ الأمل في نجاتها مأمول، هل كنت لتصدق؟، قد يصرف الله هذا التّمساح عن ابتلاع فريسته، حين يدرك أنّها أم حامل وفي أحشائها جنين، هذا ما وقع بالفعل، فليس الظّلام سيد الموقف، وهناك من الأعاجيب ما وقعت لك إن كنت تذكر، ولم يخامرك النّسيان، الأمل بالله لا ينقطع، فلماذا اليأس؟ 


أنت تعلم أنّ المعضلة القاسية، لها باب فرج، وتعلم أنّ مفتاحها وارد وليس بيدك، في طرفة عين تكون فتتحقق الأحلام، هذا ما قاله يعقوب بعد نجاحه في اختبار الصّبر: (فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

الجمعة، 1 أبريل 2022

مؤلف شاب ينافس كبار الكتّاب

 


مؤلف شاب ينافس كبار الكتّاب:

دراسة ببليوجرافية ترصد أبرز المؤلفين السعوديين لعام 2021


منتدى الحرف الأدبي

قراءة وتقرير: صالح سليمان 


في دراسة ببليوجرافية ترصد حركة التأليف والنشر الأدبي السعودي لعام ٢٠٢١م، يضع الباحث الببليوجرافي والأديب السعودي الحائز على جائزة أبها الثقافية عام ٢٠٠٠م خالد بن أحمد اليوسف قائمة توثيقية لأبرز إصدارات المملكة العربية السعودية، حيث يقول الباحث ما نصه: "برز في هذا العام 2021م، أكثر من عشرين مؤلفاً ومؤلفة أدبياً من المملكة العربية السعودية، وهم الذين أصدروا كتابين فمافوق"، ثم يشير لأهم عشرة مؤلفين سعوديين، حيث يذكر الباحث الببليوجرافي اليوسف أنّ الروائي والأديب السعودي عبدالعزيز آل زايد يحتل أعلى قائمة المؤلفين السعوديين بعد منافسيه (الدرورة) و(المسلم)، وقد كشف آل زايد في حوار سابق له عن عزمه لانتاج باقة إصدارات جديدة حيث ذكر ما نصه: "نعم نعد القراء بكتب جديدة، وليس بالضرورة أن يكون الكتاب المقبل من صنف الروايات، فالتنوع الكتابي مطلوب"، يكشف هذا التنافس والحراك الكتابيّ عن وجود عدّة أقلام سعودية بارزة، ذكر منها الباحث اليوسف عدة أسماء، منها: "ولاء أبو غندر، وتهاني مقلية، وأميمة الخميس، وفواز اللعبون، وخالد الداموك، وسعد الرفاعي".


وفي حوار صحفي سابق كشف الروائي السعودي آل زايد عن استعداده لتدشين عدة إصدارات جديدة يترقبها الجمهور، حيث ذكر ما نصه: "كتبنا مجموعة قصصية ثانية وسنصرح بها في وقتها، فمن عادتنا أن لا نكشف عن الخبز قبل نضجه"، وهنا نستعرض جملة من انتاجاته المنشورة:-


-المحطة الأولى: انتاجات دار البشير

وهي دار نشر مصرية معروفة تتخذ من القاهرة مقر لها، انتج آل زايد مع دار البشير (٤) روايات تاريخية تتصدرها رواية البردة، وهي رواية تاريخية تتحدث عن سيرة الإمام البوصيري (رائد المدائح النبوية)، وجاء اسم الرواية (البردة) من قصيدة البوصيري الشهيرة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية)، التي لقبت بـ (البردة)، أما الروايات الثلاث، فهي عبارة عن سلسلة تاريخية باسم (مهاجرون نحو الشرق)، تعالج السلسلة باب الاستشراق والمستشرقين وترصد سير أبرز المقاومين للإحتلال في المغرب الأقصى، الروايات تباعًا هي: (كرائم الطيب، رائحة العندليب، شذا الحبيب). 


-المحطة الثانية: انتاجات دار الظاهرية

وهي دار نشر كويتية معروفة تتخذ من الكويت مقر لها، لم يصدر المؤلف معها إلا كتابًا واحدًا حمل اسمًا لافتًا هو (وسوسة إبليس: قصص متخيلة عن الشيطان)، يحتوي الكتاب على ١٤ قصة متخيلة في ١١٥ صفحة، جاء من اقتباسات الكتاب ما نصه: "إبليس ليس له دار ولا عنوان، فهو يتنقل بين البيوت والدور، وليس لديه وقت لينام"، كما جاء من اقتباسات الكتاب ما نصه: (تبسم له الشيطان ورد عليه قائلًا: “وهل قال لك القرآن أحرق أوراق الامتحان؟، إنني امتحان لك ولأبيك آدم من قبلك ولكل ذريته، وإلا لكان الامتحان سهلًا ودخل النّاس الجنّة بالمجان..").


-المحطة الثالثة: انتاجات دار كنوز المعرفة

وهي دار نشر أردنية معروفة تتخذ من عمان مقرًا لها، انتج معها المؤلف كتابين، الكتاب الأول (أكواب القراءة نحو قراءة ألف كتاب)، يتكون الكتاب من ٢٢٠ صفحة يروج الكتاب لعادة القراءة، جاء من اقتباسات الكتاب: "ليس من الصعب قراءة (ألف كتاب)، إذا ما جعلنا القراءة لنا عادة وعملًا روتينيًا لا نحيد عنه، إذا كانت القراءة مهمة بالنسبة لنا؛ فإنه سيكون لها حيزًا في جدولنا اليومي، ولن تقع في الهامش"، وفي اقتباس آخر جاء ما نصه: "اقرأ ألف كتاب لتغير بوصلة حياتك، ليس مهمًا أن تكون كاتبًا بقدر ما تكون قارئًا”. أما الكتاب الآخر فهو (رواية تذاكر الأحلام)، قيل عن الرواية أنها رواية رومانسية بمذاق فلسفي، عدد صفحاتها ١٦٨ صفحة، من اقتباسات الرواية ما نصه: "يُقْرَع الجرس مؤذنًا بقدوم زبون، فيرفع رأسه ليرى أنّ القادم لم يكن زائرًا كما توقع، إنّمَا الإيقاع يعزف لمقدم زائرة، لم تكن هذه الزّائرة كبقية الزّائرين، فقدومها كان له وقع شديد على قلبه"، وفي اقتباس آخر جاء ما نصه: (الفلاسفة هنا بيوتهم، وهنا مهبط وحيهم، وهنا مرفأهُم وَمَرْسَاهُم، العديد من الكتب تستند على أَرْفُفٍ متجاورة تقول للعيون: "تَمَلّي مني فلديّ الكثير لأمنحه..").


-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-

متوفرة | موقع نيل وفرات

#وسوسة_إبليس

#دار_الظاهرية

#أكواب_القراءة

#تذاكر_الأحلام

#دار_كنوز_المعرفة

#رواية_البردة

#كرائمُ_الطيب

#رائحة_العندليب

#شذا_الحبيب

#دار_البشير

#عبدالعزيز_آل_زايد