الثلاثاء، 13 أبريل 2021

متعة الصلاة وشذا الركوع



هل شممت رائحة زكيّة بلغت بك الذروة؟، وتمنيت إمتلاك تلك القارورة، مهما كلفك الثمن؟، هل تذوقت لذةفي الحياة فأذهبت لذتها عقلك حتى كدت أن تجن بها؟، حتى أنك تشبثت بذيولها وتمنيت أن تخلد معكفي الخالدين؟ 


الحديث ليس عن الروائح العطرة، ولا عن المتع العابرة، إنما الحديث عن (الصلاة)، والسؤال: لماذا لا نشمشذا الركوع؟، وأريج السجود؟، لماذا لا نتذوق متعة الصلاة كما تذوقها العرفاء والعلماء؟، وكما تذوقهاخير خلق الله محمد؟، هل نعلم سر السعادة التي ينهلها المتبتل؟، قال بعض العارفين: "مساكين أهلالغفلةخرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيبَ ما فيها"، فيا ترى هل سنعرف ما أطيب ما في الدنيا؟، وهلالغافلون يدركون سعادة أهل الله ورهبان الليل؟، قال آخر: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيهلجالدونا عليه بالسيوف"، فلماذا ينهض العارف من فراشه كمن لذغه عقرب، فيقف يتبتل بين يدي اللهيناجيه؟، قال النبي المصطفى: "حُبّبَ إِلَيَّ مِنْ دنياكُمُ النّساءُ والطيبُ وجُعِلَتْ قرةُ عينِي في الصّلاةِ"،أظن أن هذا الحديث لم يأتِ لذكر الطيب والنساء، إلا ليقرب لنا اللذة التي يعيشها النبي المختار فيالصلاة، فنحن لا ندرك المعنويات إلا بالماديات والمحسوسات، قارورة عطر، ومفاتن امرأة، الصلاة أحلىوأبهى بل هي في عين النبي (قرة عين)، فهل سنتذوق (متعة الصلاة وشذا الركوع)؟


يقول سيد البلاغة علي بن أبي طالب، يحدث رجلًا ناسكًا عابدًا من شيعته يدعى (همام)، في خطبة لهتسمى (خطبة المتقين)، يصف فيها أحوالهم وصفاتهم، فيقول فيما يقوله عنهم: "قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيمَا لَا يَزُولُوَزَهَادَتُهُ فِيمَا لَا يَبْقَى"، فإذا عرفنا أن قرة عين النبي (الصلاة)، فكيف سنتعامل معها؟، هل سننقرها نقرالغربان؟، أم نذروها ذرو الريح العاصف؟، أم ستكون لنا الراحة والاستجمام؟، فلقد ورد قول الحبيبالطاهر: "أرحنا بها يا بلال"، فكيف سنقدمها للباري الجليل صفراء كالخريف؟، أم خضراء كالربيع؟،هناك من أحالها وردًا وزهورًا، وهناك من أحالها قاعًا ذميمًا صفصفًا، (الصلاة، الصلاة)، هذه آخركلمات النبي الكريم، ثم ثنى: (وما ملكت أيمانكم)، فكيف نجعلها قرة عين؟، وقارورة عطر؟، ومتعة تفوقمتع الحياة؟، إنه السهل الممتنع، فكيف سيدرك البسطاء؟، ما أدركه العرفاء؟، وذاك أطيب ما وجدوه

السبت، 3 أبريل 2021

مفتاح عجيب



سطورنا في هذه المرة حلت نتيجة تأمل قرآني، فإذا أخطأنا فمن أنفسنا، وإذا أصبنا فمن الله، ربما هذه السطور لا تروق للبعض، وربما تروق كثيرًا لآخرين.


فلنبدأ الحديث بسؤال: هل ترغب في مفتاح عجيب؟، يفتح لك مغاليق كل عسير؟، إذا تيقنت أن أبواب السماوات والأراضين أغلقت، وكل الأقفال لا يمكن فتحها، فعلم أن مفتاحها بيد الله، في سورة من أجمل  سور القرآن مفتاح المغاليق، وهي سورة النصر، فهي السورة التي نزلت على النبي بفتح مكة، فما هو المفتاح؟، المفتاح في الآية الآمرة، وهي الآية الأخيرة، وتحديدًا في قوله تبارك وتعالى: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ).


لنفصح أكثر في كلمة واحدة، فالمفتاح، هو (ذكر الله)، ألا بذكر الله تطمئن القلوب؟!، وإن لذكر الله أسرار، فهل يضرك التجريب؟، ثلاث أذكار في هذه الآية: (التسبيح، والحمد، والاستغفار)، لن نقول لك تقيد بهذه الأذكار، فقط جرب المفتاح، فإذا لم يفتح لك مغاليق الأبواب فلق به في البحر، أما إذا فتح لك المفتاح الأبواب المغلقة، فاحتفظ به، فهو كنز من الكنوز الخفية.