الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

رواية عربيّة متميزة


 

إنّ هذا العنوان خادع لمن يقرأه، فليس الحديث عن رواية عربيّة متميزة، إنما عن أمر آخر هو غاية في الأهميّة، فالتّميز تختلف ذائقته وقواعده، من شخص لآخر، ومن منهج لغيره، ولنبدأ الحديث بسؤال: هل يدرك القراء حجم العناء الذّي يبذله الرّوائي حتّى ينتج رواية واحدة، إنّه يصهر نفسه كالشّمع حتّى يشرق النّهار، وكالشّمس حتّى تغرب، فكيف إذا كانت روايته متميزة نالت على الأعجاب؟، ألا يستحق الرّوائي المجتهد أن يقدر ويثمن؟!، قبل فترة أعجبني أحد الرّوائيين المتميزين وهو الرّوائي المصري «أحمد خالد توفيق»، أخذتُ ابتلع رواياته وأحدث عنه الأصدقاء، وللأسف قال لي أحدهم: إنه رحل عن الحياة، ظننته ما زال بيننا، لكنّ الموت خطفه فذرفت عليه الحزن والألم، ومن جمر اللّظى تساءلتُ: لماذا لا يعرف المتميز إلا بعد رحيله؟ ّ، تبسمت وقلتُ: أليس هناك أحياء بيننا ولم نسمع بذكراهم حتّى هذه اللّحظة؟، لماذا ننتظر الموت ليعرف بهم؟

كثير من القراء يبحثون عن رواية عربيّة متميزة، يرغبون في قراءتها واقتنائها، خاصّة إذا حلّوا ضيوفًا على مكتبة أو معرض، أو طلبوا رواية من متجر وسواه، هنا سنتحدث عن جملة من الرّوايات العربيّة المتميزة، وهذا الاستعراض لون من ألوان الاحتفاء والتّعريف بأصحابها، حتّى لا يعرفنا بهم الموت، لا قدر الله، أفلا يستحق المتميز منا التّقدير والإنصاف؟، لن نستطيع التّحدث عن كلّ الرّوايات المتميزات، لذا سنقتصر على بعضها ممن حصدت جوائز أدبيّة مرموقة، وسندرجها وفق التّالي: -


1/ روايات جائزة البوكر العربيّة:


هي جائزة عالميّة في الأدب العربيّ انطلقت في 2007 في أبو ظبي، من أبرز الرّوايات التّي فازت بها: رواية الدّيوان الإسبرطي - للجزائري عبدالوهاب عيساوي، ورواية بريد اللّيل للرّوائيّة اللّبنانيّة هدى بركات، ورواية حرب الكلب الثّانية للرّوائي الأردنيّ إبراهيم نصر الله، ورواية موت صغير للرّوائي السّعوديّ محمد حسن علون، ورواية ساق البامبو للرّوائي الكويتيّ سعود السّنعوسي، ورواية طوق الحمام للرّوائيّة السّعوديّة رجاء عالم، ورواية ترمي بشرر للرّوائي السّعوديّ عبده خال، ورواية عزازيل للرّوائي المصري يوسف زيدان، ورواية واحة الغروب للرّوائي المصري بهاء طاهر، وغيرها. بودنا التّوسع، إلا أننا نريد الاقتضاب، والإشادة بها وبأصحابها وهو أقل القليل.


2/روايات جائزة كتارا للرّواية العربيّة:


وهي جائزة سنوية دشنتها المؤسّسة العامة للحي الثّقافيّ «كتارا» منذ عام 2014، وتستقبل في التّرشيح فئة الرّوايات المنشورة وغير المنشورة، وهذه بعض الرّوايات المتميزات في الفئتين:

فئة الرّوايات المنشورة:

برزت جملة من الرّوايات ومنها: رواية جنّة لم تسقط تفاحتها للرّوائيّة ثورة حوامده، ورواية أنفاسُ صُلَيْحة للرّوائي عمر فضل الله، ورواية باري أنشودة سودان للرّوائي إبراهيم أحمد، ورواية لا ماء يرويها للرّوائيّة نجاة حسين عبد الصّمد، ورواية نزف الطّائر الصّغير للرّوائي قاسم محمد توفيق، ورواية مملكة الفراشة للرّوائي واسيني الأعرج، وغيرها.

فئة الرّوايات غير المنشورة:

وهي فرصة ذهبيّة لمن لم يطبع روايته بعد، وسنورد بعض المتميزات فيها، منها: رواية لون آخر للغروب للرّوائيّة هيا صالح، ورواية صهيل تائه للرّوائي زكريا إبراهيم، ورواية اللّحية الأمريكيّة - معزوفة سقوط بغداد للرّوائي عبدالكريم شنان العبيدي، ورواية وجوه مؤقتة للرّوائي حسن محمد بعيتي، ورواية هاجر فلسطين، الكويت، وبعد للرّوائيّة ثائرة غازي، ورواية امرأة في الظّل للرّوائي عبدالجليل الوراني التّهامي. وغيرها.


3/ روايات جائزة الطّيب صالح العالميّة:


وهي جائزة أدبية أطلقتها الشّركة السّودانيّة للهاتف السّيار «زين» في فبراير 2010م، متزامنة مع الذّكرى السّنويّة الأولى لرحيل الأديب الكبير الطّيب صالح، ونذكر بعض الرّوايات التّي فازت بهذه الجائزة، منها: رواية أول النّهار للرّوائي المصري سعد القرش، ورواية ذاكرة شريرة للرّوائي منصور الصّويم، ورواية كي لا يستقيظ النّمل للرّوائي علي أحمد الرّفاعي، ورواية ثرثرة الصّمت للرّوائي يحيى الفاضل أبوعرف، ورواية قنقليز للرّوائي هشام آدم، ورواية الغابة السّرية للرّوائيّة ليلى صلاح، ورواية دائرة الأبالسة للرّوائي محمد الخيري حامد. وسواها.


4/ روايات جائزة نجيب محفوظ للأدب:


وهي جائزة أدبية أطلقها قسم النّشر بالجامعة الأمريكيّة بالقاهرة عام 1996م، تقوم الجائزة بحفل التّتويج في 11 ديسمبر الموافق لميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ. قيمة هذه الجائزة ألف دولار مع ترجمة الرّواية الفائزة إلى الإنجليزيّة ونشرها، هناك العديد من الرّوايات المتميزة توّجتها هذه الجائزة نذكر منها: رواية مسرى الغرانيق في مدن العقيق للرّوائيّة السّعوديّة أميمة الخميس، ورواية مخمل للرّوائيّة الفلسطينية حزامة حبايب، ورواية حكايات يوسف تادرس للرّوائي عادل عصمت، ورواية لا طريق إلى الجنّة للرّوائي حسن داوود، ورواية شوق الدّرويش للرّوائي حمور زيادة، ورواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة للرّوائي خالد خليفة، ورواية وراق الحُبّ للرّوائي خليل صويلح، ورواية ذاكرة الجسد للرّوائيّة أحلام مستغانمي، ورواية رأيت رام الله للرّوائي مريد البرغوثي. وغيرها.

هل انتهت الرّوايات المتميزات؟، بالطبع لا، وهناك جوائز مرموقة أخرى، لا نستطيع التّحدث عنها في هذه العجالة، والفكرة، هي أننا نحتاج أن نسلط الضّوء على الرّواية العربيّة المتميزة، نأمل أن يشبع هذا الموضوع من قبل المهتمين، فبحق تستحق المتميزة الاحتفاء، ويستحق صاحبها التّقدير.


المصدر: صحيفة جهينة الأخبارية

‏https://juhaina.in/?act=artc&id=70644

الخميس، 17 سبتمبر 2020

الأطفال حينما يكتبون






قلب الحدث قداحة إبداع، قلب الحدث بؤرة مثاليّة لخلق التّميز، فلماذا لا نهيئ المؤسّسات لاحتضان المبدع المقبل وإنّ كان «صغيرًا»؟، الشّتلة المرعيّة تعطي ثمرًا يانعًا، فلماذا لا نصب الاهتمام على أبنائنا الموهوبين؟، الحديث الفردي لا يخلق الموجة، ولا يتكوّن الإعصار إلا إذا تكاتفت الأكف، ما نحتاجه تشكيل هيئة تعمل على اكتشاف المواهب الكتابية منذ الطّفولة المبكرة، سحرتني ذات نهار الكويت حين لمستُ بعض الكتّاب اليافعين، فسررت وأنا أقرأ ما كتبوا، وأعلم أنّ خلف الأكمة جهد ورعاية أغدقت على هذه الأقلام الشّابة.

إننا بحاجة ماسة لتشكل مؤسّسة الكتّاب الصّغار واليافعين، وظيفتها كشف النّقاب عن تلك الموهبة المخبوءة، ومن ثمّ وضع القطار على «السّكة»، لتنبهر العيون بما يصنع الموهوب الصّغير.

فرغنا من الحديث عن الكتابة للصّغار، وجاء الدّور لخلق المبدع الصّغير، الطّموح أن نضع الطّفل الملّاح في مكانه الصّحيح ليقود سفينته، شبعنا من الكتب التّي تتحدث عن تنمية مواهب الطّفل، ولكنها مخصّصة للكبار، لماذا لا نضع الكعكة في وسط الكتاب ليتذوق الصّغير روعتها ويشق من خلالها طريقه؟!

التّجربة خير برهان، فهناك عمالقة من الكتّاب، كانت بدايتهم من الإعداديّة والابتدائيّة، وهي مرحلة بداية الانطلاق، المطّلع يدرك أنّ هناك توجه حالي لاستقطاب «الأطفال المبدعين»، حيث دشنت عدّة جهات اطلاق مبادرات وجوائز كتابيّة مخصّصة للطّفل، من أجل كتابة «قصة قصيرة» أو سكب لون كتابي يعبق بأدب الطّفل، هذه الموجة الحضارية لا تكفي، والمطلوب رعاية الطّفولة الإبداعيّة، أعرف أنّ هناك محاولات فردية لرعاية الموهوب الصّغير، وهذا لا يكفي كذلك ولا يرتقي للطّموح، إننا نحتاج للنّقد من أجل البناء، لهذا نضع العتب الحضاريّ للمسؤولين، لماذا لا تُعني المؤسّسات الثّقافيّة بالنّشء؟!، لماذا تسقط أعمار الأزهار من قواميسها، كما يصنع الخريف؟، إننا نرغب في الرّبيع، والرّبيع يعني تفتح الأزهار لا اهمالها وسحقها.

من خلال تجاربنا مع الصّغار، ندرك جليًا أنّ في أعينهم تألق، وفي صدورهم حلم، وبين أناملهم موهبة، ليس المطلوب منا إلا مسك الإبريق ورش بعضَ الاهتمام، الصّغار يفهمون ويعلمون ويدركون، ويدركون أنهم يدركون، في مرة من المرات قرأت لهم إحدى قصصي الموجه للصّغار، وهي: «مستعمرة الدّيدان»، أدركت بحق أنهم يفهمون منها ما لا يفهمه الكبار، تجري الحروف في عروقهم مجرى الدّماء، إنهم بالفعل يتذوقون، ولا يستعجلون المضغ كما يصنع الكبير، لهذا نرى أنّ في الصّغار كنز، فهم يستمعون بقلوبهم قبل اسماعهم، في تجربة أخرى، قدمت لهم مدخل قصة تخيليّة، وطلبت منهم اكمالها، فأبدع الصّغار في الحكاية، وهذا دليل نجاح.

كلّ ما يحتاجه الطّفل ورقة وقلم، ثمّ إلى قداحة تثير عقله، ورعاية رقيقة لأنامله الصّغيرة؛ ليحلق بخياله نحو رحلة الأحلام، فلنفتح الطّريق للملائكة أن يدوّنوا عالمهم؛ حينها سنشم الشّذا وتعبق الأزهار.


المصدر: صحيفة جهينة الأخبارية

‏https://www.juhaina.in/?act=artc&id=70183


السبت، 12 سبتمبر 2020

سادة الأدب المعاصرين

 

سادة الأدب المعاصرين 



عظماء الأدب لا يبلغون العظمة إلا بعد قطع شوط كبير من العطاء الأدبيّ، بمختلف ألوانه وفصوله، فإذا تصفحنا عظماء الأدب العربيّ سيشير البنان إلى أسماء لامعة شقوا طريق العظمة وبلغوا المجد، وإنّه لمن العسير أن يبلغ أحد ما هذا المجد، وإن كان في حقيقة الأمر يبلغه ويجوزه، وسام العظمة الأدبيّة لا ينالها المستحق، يكرم أحدهم لفوزه بجائزة، أو يحتفى به لأنه اتقن عملًا، تسلط الصّحافة عليه الأضواء في لقاء أو حوار أو دراسة، وما أشبه، أما أن يوصف بسيادة الأدب في العصر المعاصر، فدون ذاك خرط القتاد، إن عقولنا تزهو كثيرًا بالرّاحلين والأموات، بينما نجحف حق الأحياء !!

 لنذكر أسماء رنانة نتباهى بها، ونطرب لسماع ذكراها: طه حسين، نجيب محفوظ، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، عباس العقاد، محمد الجواهري، نازك الملاكة، جبران خليل جبران، مي زيادة، نزار قباني، محمود درويش، ومن هم على ذات القامة والنّسق، في الأسطر التّالية، سأضع أسماء معاصرة، لها مكانتها وعظمتها، وأنا واثق أنّهَا لها ثقل ونصيب من العطاء الذّي بخسوا في التّقدير، ولم يبلغوا المجد الذّي يستحقونه، لأننا عشقنا الموت والأموات، وألقينا بالحياة والأحياء وراءً، سأذكر منهم: (أمين معلوف، يوسف زيدان، أحلام مستغانمي، واسيني الأعرج، أدونيس، غادة السّمان)، وسواهم، ولنستعرض بعض أهم ما كتبه هؤلاء لنضع ما كتبوه في كفة الميزان للحكم، وحَتّى يرى البصير أنّ بيننا قامات تستحق الاحتفاء، رغم أنّ جنايتهم الوحيدة أنّهم لايزالون على قيد الحياة، فلنبدأ من الأخير مع الرّوائيّة السّوريّة (غادة السّمان) التّي لديها تحف عديدة منها: (عيناك قدري، كوابيس بيروت، ليل الغرباء، أعلنت عليك الحبّ)، أما الشّاعر السّوريّ – اللّبنانيّ علي أحمد سعيد إسبر المشهور باسمه المستعار (أدونيس) فلديه ما ينوء به الجمل بما حمل، ومما لديه: (أغاني مهيار الدّمشقيّ، أوراق في الرّيح، موسيقى الحوت الأزرق)، ونأتي على الرّوائي الجزائريّ واسيني الأعرج، الذّي له باقات من الرّوايات الخلّاقة والمبدعة، منها: (طوق الياسمين، أصابع لوليتا، مملكة الفراشة، سيرة المنتهى، حكاية العربيّ الأخير)، أما ابنة محمد الشّريف الرّوائيّة الجزائريّة الشّهيرة (أحلام مستغانمي)، فلديها عِدّة روايات مبهرة تسابق القراء لاقتنائها، منها: (فوضى الحواس، ذاكرة الجسد، الأسود يليق بك، عابر سرير، نسيان com.)، الرّوائي والكاتب المصري ذائع الصّيت (يوسف زيدان)، لديه كم هائل من الإنتاجات، لعلّ أبرز ما كتب من رواياته: (ظل الأفعى، عزازيل، النّبطي،  نور، محال، جونتنامو)، وأخيرًا وليس آخرًا الأديب والرّوائي الصّحفي اللّبناني أمين معلوف، الذّي له العديد من الرّوايات الشّائقة، منها: (ليون الأفريقي، سمرقند، حدائق النّور، موانئ الشّرق).

إنّ هذه الرّوايات والإنتاجات لتستحق القراءة والمطالعة، وحَتّى ينصف الكاتب الذّي أسهر المقل ولم ينل حظه الطّبيعي من الثّناء، وأنا واثق كلّ الثّقة أن الدّنيا ستقوم ولن تقعد احتفاءً بهؤلاء وسواهم لمجرد سماع نبأ لا نريد سماعه، إننا في هذا الزّمن نحتاج أن نلقي عباءة الموت والموتى جانبًا، ونشيد بمن هم أحياء يرزقون، إننا نريد تخليد ذكراهم من الآن، لا بعد رحيلهم، هناك من المبدعين لم أذكرهم وهم كثر، الغرض إيصال الفكرة وهي أن نساهم في تسيير عجلة الإبداع بالتّقدير، فلماذا لا نقول للمحسن (أحسنت)، ما أجمل أن نكنس النّقد قليلًا ونحوله لعبارات الثّناء التّي نشح بها على أدباءنا الأحياء، متى ستنتهي الخصومة بذكر المناقب؟، إننا ندعوا للمساهمة  في تشكيل عظمائنا، فالأمة التّي تقدر العظماء أمة عظيمة، فلماذا بخس الحق ما دام المبدع بروحه رمق، فإذا ما فارق تغنينا بأمجاده وما أبدع، ماذا اختلف اليوم عن البارحة؟، إنّه الموت الذّي يرفع أقوامًا، والحياة التّي تبخس آخرين، هي دعوة وصرخة لنكرم العظماء الأحياء قبل رحيلهم، لنكرم الشّباب المبدع قبل كهولهم وقبل أن يهرموا، حَتّى نساهم في تشكيل الحضارة المقبلة.



المصدر : الاعلام الحقيقي، ريال ميديا

‏https://www.prealmedia.com/ar/post/31649

الخميس، 3 سبتمبر 2020

الرّواية السّعوديّة ريادة وتميّز

 الرّواية السّعوديّة ريادة وتميّز


كثر الحديث عن الرّواية، لكونها أصبحت ديوان العرب، والرّواية السّعودية أخذت تشق طريقها للرّيادة والتّميز منذ وقت مبكر جدًا، في هذه السّطور سنتحدث عن روايات سعودية متميزة، تستحق القراءة، وقد أحدثت دوامات من الإعجاب والجدل؛ حَتّى عدها البعض أنّهَا من أهم انتاجات الرّواة في المملكة، الرّواية الموفقة تشير بالإبداع إلى إمكانيات صاحبها وتألقه، وسنشير هنا إلى خمسة من الرّواة السّعوديين الذّين شغلوا القراء بإنتاجاتهم، وسنضع لمحة قصيرة عن كلّ رواية.
الرّواية الأولى: (رواية الحمام لا يطير في بريدة)، ليوسف المحيميد، يتألق الرّوائي يوسف في هذه الرّواية التّي يتحدث فيها عن هيئة الأمر بالمعروف – المنحلة -ويسرد وقائع وخلافات وقعت بينها وبين أحد الشّباب، صدرت هذه الرّواية عام 2009م، وقد أحدثت جدلًا كبيرًا في وقتها. الرّواية الثّانية فاقعة الشّهرة صدرت عام 2005م تتحدث الرّواية عن العلاقة بين الجنسين في السّعوديّة، أثارت هذه الرّواية لغطًا وغضبًا كبيرًا، رَدّ عليها البعض ورشقها البعض الآخر بما شاء لهم من الأوصاف، وحققت رجاء الصّانع بها شهرة واسعة وبلغت للعالميّة، إنّها الرّواية الشّهيرة (بنات الرّياض).
الرّواية الثّالثة صدرت عام 2008م وهي رواية متأثرة بأحداث 11 سبتمبر أيلول، منحاها ديني وسياسي، أثارت جدلًا واسعًا لما تحمل من معلومات وأفكار، هذه الرّواية للكاتب السّعودي تركي الحمد، والمعنونة باسم (ريح الجنّة). الرّواية الرّابعة ذائعة الصّيت صدرت عام 1999م، تتحدث عن التّيارات السّياسيّة والفكريّة، وتغرق في الخلافات الاجتماعيّة والسّياسيّة، إنّهَا رواية (شقة الحرية) للسّفير السّعوديّ غازي القصيبي. الرّواية الخامسة تتحدث عن بعض القضايا الاجتماعية، وتروي حكاية تخيليّة لفتاة تَمّ دفنها في المقبرة لمدة يومين، استطاعت هذه الفتاة من الهروب، الرّواية شهيرة وأحدثت جدلًا واسعًا في وقتها، وهي (فسوق) الصّادرة في عام 2005م للرّوائي السّعودي عبده خال.
هناك العديد من الرّوايات السّعوديّة المتميزة، والتّي تألق بها أصحابها، مثل: ساق الغراب ليحيى امقاسم، بنت الجبل لصلاح القرشي، ضرب الرّمل لمحمد المزيني، فلتغفري لأثير النّشمي، حبيبتي بكماء لمحمد السّالم، موت صغير لمحمد علوان، الوسميّة لعبدالعزيز مشري، أنت لي لمنى المرشود، وغيرها الكثير، إننا لا نستطيع قفل الأقواس، ولا نتمكن من وضع النّقطة نهاية السّطر، فلا شكّ أنّ هناك روايات سعودية متألقة.
الخلاصة أنّ الرّواية السّعودية قد بدأت وهي تسير للتّطور، ولأنّ التّحديات صعبة، والأراضي مهيأة والتّنافس يشتد، نتوقع أن نرى أعمالًا سعوديّة متألقة في السّنوات الخمس المقبلة، الرّواية السّعوديّة ستشهد نقلة نوعيّة في اعتقادنا، إلا أنني أوجه سهام النّقد لأصحاب الشّأن الثّقافي في المملكة، حيث أنّ الجيل الصّاعد يُصْنَع منفردًا، وهذه المسألة يجب أن ينوه لها، ومن المهم أنّ تحتضن الأقلام الواعدة ذات الكفاءة والموهبة، فلماذا لا نرى مؤسّسات تنتخب وترعى كوكبة المبدعين المقبلين؟، لم أر منصة إلكترونيّة واحدة، من شأنها تطوير الرّوائي الصّغير، ليلتحق بالرّوائيين الكبار، أظن أنّ النّوادي الأدبيّة والمؤسّسات الثّقافيّة ساهمت مساهماتها الجيدة، إلا أنّ الطّموح ينبغي أن يوجه ليواكب الرّؤية التّي لن تكون ارتجاليّة لتحقق الأهداف المرجوة.
ما أريد البوح به، هو أنّ المبدعين السّعوديين يحتاجون لمزيد اهتمام، الكبار منهم والصّغار، وما صفق له قلبي بحق هو المبادرة الرّائعة التّي تقوم عليها المبدعة الدّكتورة الخضيري وهي: (التّفرغ الثّقافيّ)، التّابعة لوزارة الثّقافة السّعوديّة، حيث صرحت أنّهَا تخص المبدعين في مختلف الفنون بما فيها السّرد بأنواعه، والغرض منه توجيه كامل الطّاقة للمنتج الثّقافي الذّي يعمل عليه المبدع، رغم أنّ الفكرة ولدت متأخرة، إلا أنّهَا تعطي المبدعين بارقة أمل، وأن الوقت المقبل لصالح الإبداع، وهو ما نترقبه في الأيام المقبلة.

المصدر: محرك البحث الأخباري نيوم نيوز ، منقول عن جهينة الإخباريّة.