الخميس، 20 أبريل 2023

العيد بستان الشعراء

 العيد بستان الشعراء 




أقبل علينا العيد بردائه البهي البهيج، أقبل العيد كما يقبل خطو الربيع، أقبل يراقص الأزاهير والكروم، فمن أيّ الكؤوس نعب ونرتوي؟، لا ريب أنّ العيد يطربه الشعر، ويهزه الإيقاع، ويسليه قاف القصيد، إنّ للناس مشاعرًا تفيض في مواسم الأعياد، كيف إذا كانت تلك المشاعر من وقع شاعر؟، إنّ العيد بستان الشعراء، ولا ريب أنّ للإبداع جرس تتوق إليه النفوس، فما سيهدي الأديب الأريب حبيبته، في يوم العيد، يصوغ إيليا أبو ماضي بدائع شعره للمحبوبة بقوله: 

أَيُّ شَيءٍ في العيدِ أُهدي إِلَيكِ
يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ
أَسِوارًا أَم دُمُلجًا مِن نُضارٍ
لا أُحِبُّ القُيودَ في مِعصَمَيكِ
أَمخُمورًا وَلَيسَ في الأَرضِ خَمرٌ
كَالَّتي تَسكُبينَ مِن لَحظَيكِ
أَم وُرودًا وَالوَردُ أَجمَلُهُ عِندي
الَّذي قَد نَشَقتُ مِن خَدَّيكِ
أَم عَقيقًا كَمُهجَتي يَتَلَظّى
وَالعَقيقُ الثَمينُ في شَفَتَيكِ

الكلّ يرمق السماء، ويُحَدّق في عنق الأفق، لعله يرى ولادة القمر الوليد، فيزف الأفراح للجميع، يسبق مراصد الفلكين جبران خليل جبران، ليتحفنا بخبر عاجل، ويردف مبشرًا: 

هَلَّ الهِلاَلُ فَحَيُّوا طَالِعَ الْعِيدِ
حَيُّوا الْبَشِيرَ بِتَحْقِيقِ الْمَوَاعِيدِ
يَا أَيُّها الرَّمْزُ تَسْتَجْلِي الْعُقُولُ بِهِ
لِحِكْمَةِ اللهِ مَعْنَى غَيْرَ مَحْدُودِ
كَأَنَّ حُسْنَكَ هَذَا وَهْوَ رَائِعُنَا
حُسْنٌ لِبِكْرٍ مِنَ الأَقْمَارِ مَوْلُودِ

لقد فنيت أيام شهر رمضان، وها قد جاءت ساعة العيد، فماذا يروم الشاعر الولهان؟، وما أمانيه من الظباء والغزلان؟، يتناهى لمسامع أحمد شوقي تباشير العيد، فيقفز منتشيًا:

رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي
مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
ما كانَ أَكثَرَهُ عَلى أُلّافِها
وَأَقَلَّهُ في طاعَةِ الخَلّاقِ
اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها
إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِ بَواقي

"عيد سعيد"، معاشر المسلمين، "كل عام وأنتم بخير"، نتوقف لحظة ونستشير العقاد في أيّ التهنئتين أولى، 
أنقول في العيد: "كل عام وأنتم بخير"؟، أم نقول: "عيد سعيد"؟، يجيبنا العقاد بقلمه الصقيل أنّ الثانية أمنية معظم الغربيين، رغم كونها أمنية جميلة محبوبة، إلا أنّ العقاد يفتينا بالأولى لا لكونها أمنية شرقيّة وحسب، بل "لأن الخير أعظم من السعادة، وهو يشملها ويحتويها"، ويبرر بطريقته الفلسفية: "قد يكون الإنسان سعيدًا وهو مخدوع في سعادته، كأولئك الذين يحيط بهم الشقاء وهم يجهلونه ويجهلون أنفسهم ويحسبون أنهم سعداء".

رغم أنّ للعيد فرحته وبهجته إلا أنّه يتلون بتلون الظروف ويتزيى بأزياء الناس وأحوالهم، فإن كانت هَبّة الرياح مقبلة بالسعد نشرته على الملأ، فكيف حال المسلمين بعد تأزمات روابي القدس وتوترات فلسطين؟، يجيب معارضًا رائعة المتنبي؛ عمر أبو ريشة نافثًا مشاعره أبياتًا وقوافي:

يا عيد ما افتر ثغر المجد يا عيدُ 
فكيف تلقاك بالبشر الزغاريدُ
يا عيد كم في روابي القدس من كبدٍ 
لها على الرفرف العلوي تعييدُ
سينجلي ليلنا عن فجر معتركٍ 
ونحن في فمه المشبوب تغريدُ

وفي الختام نغمض العيون نتذكر أيام الطفولة، ونستجلي أفراح الأعياد فيها، ونتساءل، هل أمست أفراح العيد اليوم، كما كانت أيام الماضي؟، أم أنّ بعض الأحوال تبدلت وتغيرت؟، يتحفنا ضيفنا الأخير نزار قباني بنطباعاته التي قد نتشاطر ونحتلب بعضها، إذ يقول: 

يا عيد عذرًا فأهل الحيِّ قد راحوا

واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ
يا عيد ماتت أزاهير الرُّبى كمدًا

وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ
أين المراجيح في ساحات حارتنا

وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ

هل حقًا رحل الناس وتركوا أحياءهم بلا أنس ولا صخب؟، كيف أصبحت أيام العيد لدينا اليوم؟، لنستمع لأزيز مرجل ذكرياته، لعلنا نتقاسم معه الواقع والإيقاع:

أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها

يا روعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ

وفرن منزلنا في الليل مصباحُ
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا

ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم

فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا

نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ


الثلاثاء، 18 أبريل 2023

قراءة في رواية البردة





بثوب تاريخي رومانسي تخيلي.. الروائي السعودي عبد العزيز آل زايد يفتتح مشواره الأدبي بـ “البردة” بعد رؤيته للنبي

متابعة: أ. د. محمد بن حمود الطريقي


فتتح مشواره الأدبي بـ "البردة" بعد رؤيته للنبي صل الله عليه وسلم

يعتبر الروائي والأديب السعودي عبد العزيز بن حسن آل زايد، أحد المشاريع الثقافية والأدبية المنتظرة, ليس فقط داخل المملكة العربية السعودية, بل فى العالم العربي, حيث يمتلك آل زايد موهبة فطرية تؤهلة ليكون فى مقدمة أدباء الوطن العربي. أصبح اسم “عبد العزيز آل زايد”, يتردد وبقوة في فضاء الأدب العربي، ويُنقّش في سجل عمالقة الروائيين العرب.


حقق الروائي السعودي “آل زايد” جائزة الإبداع في يوليو عام 2020، في جائزة ناجي نعمان البيروتية، في دورتها الثامنة عشر، وفي غرة يونيو لعام 2021 يصدر آل زايد باكورة انتاجاته، بتقديم أربع روايات عن دار البشير للثقافة والعلوم، أولى رواياته تحمل اسم (البردة)، وهي أول اصدار يفتتح به آل زايد مشواره الأدبيّ، وتم التصريح في الإعلان الترويجيّ لموقع دار البشير بمصر بأن رواية البردة “ضمن الأدب الصّوفيّ والمدائح النّبويّة، بثوب تاريخيّ رومانسيّ تخيليّ”.

ولد آل زايد عام 1979 بمدينة الدمام شرق السعودية. حاصل على (جائزة الإبداع) في يوليو 2020، إحدى جوائز مؤسسة ناجي نعمان الأدبية ببيروت في دورتها الـ18.

يحمل درجة البكالوريوس من جامعة الملك فيصل في الأحساء، والدبلوم العالي من جامعة الملك عبد الرحمن بن فيصل. بدأ الكتابة في القصص القصيرة ثم اتجه للرواية. صدر له رواية (الأمل الأبيض).

يسعى آل زايد ليكون عند ثقة القارئ العربي, يقول: “ينبغي أن يضع الواحد فينا له طموحًا وهدفًا كبيرًا، ليتحرك في فضائه، حتى يكون شيئًا، ولعل الأمل ولد لنا بعد فوزنا بالأمل الأبيض، ثم أن بداية الغيث قطرة، وأظن أننا حققنا عدة قطرات في هذا المضمار، وبقي أمامنا الكثير لنصل”.


 فخاخ الثرثرة. 


عندما سؤل آل زايد هل الرواية السعوديّة تشكل تسونامي في الأدب السعوديّ؟، وهل تتفق مع من يقول أن الروايات الجديدة أصيبت بداء الثرثرة؟، أجاب قائلاً: “كأنما السؤال ملغم، ويحاول توصيف الروايات الجديدة بـ (زبد بحر)، لو كانت إيجابتنا عليه موافقة، وهذا يحتاج لمزيد من التمحيص، والإجابة التي نراها بصفتي قارئًا، نعم فكثير من الأحيان يقع الروائي في فخاخ الثرثرة، لكونه لا يفرق بين المقطوعة الروائيّة والمقطوعة الشعرية، كثيرًا ما أصفق بقوة للأدباء الشعراء، على ما يملكون من روعة شاعرية، ولكنهم يغرقون القراء بالملل والسأم في كتاباتهم الروائية، فالقارئ يرى أمامه ديوان شعر لا رواية، مما يسبب له خيبة أمل، فيصف القارئ الرواية (بالثرثرة)، والخطأ هو أن على الأديب الموازنة بين قلم الأدب وقلم السرد، فإذا طغى الأدب كان ديوانًا، وإذا استبد السرد، تعرى من الشاعريّة، ويختلف الروائيون في مقدار الجرعة المنسكبة من القلمين على الصفحات، وعليه أقول: نعم وقعت بعض الروايات في داء الثرثرة دون قصد، أما السؤال الأول، فأتفق معه، أن الرواية السعودية تشكل تسونامي قادم، وهذا ما نعته بأن الرواية ستكون ديوان العرب بدلًا من الشعر في العصر الحديث”.


 ثلاثية آل زايد. 


بعد طول صمت فوجئ الجمهور، بأربع روايات دفعة واحدة، للروائي عبد العزيز آل زايد, حيث أنتج آل زايد سلسلة روائية واحدة، بالإضافة إلى رواية البردة، فخرجت الثلاثية مترافقة، أما عن البردة فقد تأخر في إصدارها قرابة الستة أعوام، لظروف متعددة منها الجائحة الصحية التي عرقلت الحياة الطبيعية.


 دوافع البردة.. ورؤية النبي 


عدة أسباب دفعت الروائي آل زايد للكتابة رواية البردة وعن الإمام البوصيري, حيث كان يتمنى رؤية النبي المصطفى (صل الله عليه وسلم) في عالم الرؤيا، وهي أمنية سعي لتحقيقها في حقبة ماضية، إذ كانت محبته للنبي محمد متربعة في قلبه، لخلقه ومكانته وصفاته، وفي هذا الفلك النبويّ المتشبع، بحث آل زايد عن شخصية نبوية محبة للنبي، ومن خلال البحث تجلت أمام آل زايد عدة خيارات، منها الإمام البوصيري الذي كان آل زايد وبحسب تعبيره “مفلسًا في معرفة سيرته وحياته، كشأن الكثيرين”، ثم اكتشف أن المكتبة العربيّة هي الأخرى مفلسة في هذا الجانب، ثم توصل أن هذه الشخصية شائكة، ولا سيما في (قصيدة البردة)، ثم أنّه جذبه إليه أكثر؛ المدعى الذي ينسب أنه رأى النبي في عالم الرؤيا، ونال بركته وبردته، وعلى هذا الأساس رأي آل زايد أنه أمام خيارين, إما أن ينصرف عنه لشخصية أخرى، أو أن يكتب في شخصيته رغم شحة المصادر، فتولدت عنده الرغبة أن يقبل التحدي، وكسب الرهان.


تحقق للروائي عبد العزيز آل زايد شرف رؤية النبي محمد، في سنوات ماضية، وكان في غاية السعادة، يقول “مسحت بكفي على صدره الشريف، وإني أرى أنّ رؤيته المباركة متأتية للسابقين واللاحقين، وبعد هذه الرؤيا كتبت (البردة)، واستفدت من هذه الرؤيا في كتاباتي، ومن أبرزها اسقاط ما حدث لي على رؤيا الإمام البوصيري، فليس كل ما كتبته في البردة محض خيال، بعضها تجربة شخصية، وبعضها حكاية تاريخية، وبعضها تخييل يتوافق مع السرد”.


 نجاح البردة 


يتوقع الروائي السعودي آل زايد النجاح الكبير للبردة، رغم أن -وكما يقول- قلبه يحدثه عن نجاح روايات أخرى كذلك، ولكن البردة يراها ستنجح، لأسباب، منها: “أن الرواية ليست من الروايات الثرثارة، قصيرة نسبيًا، مركزة في شخصية شبه مجهولة وهي شخصية الإمام البوصيري، فالكثير من المسلمين لا يعرفون سيرته إلا لمامًا، وستضيف لمن يعرفه، ثم أن بها عدة أحداث مشوقة، بالإضافة إلى النسمة التاريخية لشخصيات هامة، مثل: الشيخ العز بن عبد السلام، أبو الحسن الشاذلي، أبو العباس المرسي، صلاح الدين الأيوبي، شجرة الدر، وسواهم، بالإضافة إلى مناقشة اللغط الجدلي الدائر بين المؤيدين لقصيدة البردة والمعارضين لها، وهذا ما أشعل النزاع حولها بين الفريقين فور صدورها ومنذ يومها الأول”.


 توافقات.


من المصادفات الجميلة أن عدد صفحات رواية البردة هي نفس عدد أبيات قصيدة البردة، الأمر الذي اعتبره آل زايد من التوافقات, يقول “البعض لا يؤمن بهذه التوافقات، والبعض يرى لها اعتبارًا، رغم أن العنوان مكشوف، إلا أنني اعتبر هذا الأمر صفة إيجابية، يشرفني أن أكون صاحب البردة، وهي الرواية الوحيدة التي تحمل هذا الاسم المبارك”.

 البردة تقتفي حال يوسف الصديق. 

لم ينشر آل زايد رواية البردة فى دار نشر سعودية موضحا ذلك قائلاً, “أما عن عدم نشرها في المملكة، فقد ضلت في البئر مدة أربع سنوات، ثم رحلت إلى مصر، وكأنها تقتفي حال يوسف الصديق (عليه السلام)، لهذا أرجو أن تصل إلى الصدارة كما وصل يوسف وأصبح لمصر عزيزًا. السؤال: لماذا مصر دون غيرها؟، أنا من المعجبين بأدباء مصر، ومن المتفائلين بأرض الكنانة، وأظن أن مصر ستعطيني كما أعطت غيري، وأتفاءل بقصة يوسف الذي تألق في مصر، بالإضافة أن أجواء البردة تتحدث عن مصر، وهي من تراثها الخالد، وأظنها المكان الأنسب لانطلاقتها”.


  زهرة اللوتس. 


راوية البردة هي (زهرة اللوتس)، لكن ترى، من تكون؟، وما قصتها؟ وللإجابة على هذه التساؤلات يقول آل زايد “ليس من طبيعتي حرق الأحداث على القراء، ولكن بالإمكان القول أن (زهرة اللوتس)، اسم مستعار، ستكشفه الرواية منذ الصفحات الأولى، وهي طالبة جامعية تسعى لكتابة رواية عن الإمام البوصيري عنونتها بـ (البردة)، تتعرف على (ابن يونس)، الذي تدور بينهما علاقة رومانسية، لها صديقه اسمها (سعاد)، تقع أحداثها التخيلية في جامعة الاسكندرية بمصر”.


  شذا الحبيب. 


يعد آل زايد القارئ العربي بعمل روائي نبوي آخر، وقد كشف عن اسمه فى أحد اللقاءات الصحفية وهي رواية (شذا الحبيب)، والتى تحتوي على لمسة نبوية، والحبيب هنا هو النبي المصطفى محمد (صل الله عليه وسلم)، تناقش الرواية المنتظرة زيجات النبي، وأبرز إشكاليات المستشرقين على الدين الإسلامي ونبي الإسلام.


 

الخميس، 13 أبريل 2023

مفخرة العالم امرأة

"مفخرة العالم امرأة"..

كتاب صوتي على قارئ جرير 


يَحْمُل على عاتقه هَمّ إيصال الحروف والثقافة لذوي الإعاقة البصريّة، ويسعى جاهدًا أنْ يَمُدّ تطلعاته لتجسير  المسافة بين فاقدي البصر وبين رفوف المكتبات، من طموحاته تحويل السطور المهجورة التي تراكم عليها الغبار إلى ثقافة مسموعة تطرقُ نوافذَ الآذان بكلّ شغف وإصرار، هذا هو توجه الأديب السعودي عبدالعزيز آل زايد، حيث يعتقد في المكفوفين ما لا يراه الآخرون إذ يقول: (امنحوني وقتًا لأصْنَع لكم من العميان عباقرة)، ويقول: (أعطني أعمى أمنحك عبقريًّا يدهشك!!)، وامتدادًا لرسالته هذه يَضعُ كتابه الصوتي الرابع على قارئ جرير، لمحبي الكتب السمعيّة، وفاقدي الإبصَار، كتاب مفخرة العالم امرأة، هو الكتاب الصوتي الـ (4)، والإصدار الـ (13)، في قائمة مؤلفات آل زايد، مما جاء في كتف غلافه: "إنّ هذا الكتاب جاء من باب العرفان، لتقديس دور الأطباء بشكل عام، ودور المرأة الطبيبة بشكل خاص، وبالأخص المتميزات"، كتاب مفخرة العالم امرأة عبارة عن تتبع سيرة ومسيرة أكثر من 40 طبيبة حصدنّ جوائز التميز في المجال الطبي على مستوى العالم العربي، شواهد حيّة ومشاهد حقيقية معاصرة ركّز فيها الكاتب عدسته على كلًا من: (الأردن، والبحرين، والسعودية، والسودان).


يقول المؤلف في مقدمته: "إنّ في قلبي احترامًا يعجز الوصف عن تسجيل حروفه، لكل من يمتهن الطبابة ويبذل فيها حقّها"، جهد وتتبع مضني سكب خلاصته في 149 صفحة، الكتاب في نسخته الورقيّة من منشورات: دار إرفاء للنشر والتوزيع، وهي دار نشر سعوديّة تتخذ من مدينة جدة مقرًا لها، أما النسخة الصوتيّة للكتاب فهي من إنتاج شركة سونديلز | Soundeals للتقنية وحلول الملتيميديا، القاطنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدينة دبي للإعلام، الكتاب بحناجر المبدعين المَهَرة: باسل أبو لبدة، سامح دلول، تامر لبد.


‏‎العينة الترويجية

‏https://drive.google.com/drive/u/1/folders/1kmczNcrNYz6Ph7Qp-PCkQVGAu-z047Xi



نسختك الصوتية

https://jarirreader.com/publisher/449/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A2%D9%84-%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF


نسختك الورقيّة

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb389162-386454&search=books


نسختك الإلكترونية

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb389162-386455&search=books

الأربعاء، 5 أبريل 2023

أنا القدسُ.. بها مفتون




مفتون أنا بها .. فهل ستكتحل برؤيتها العيون؟، ويتحقق الحلم!!، مفتون أنا بها ويغلي المرجل في موقد الفؤاد شوقًا وحنينًا، يا عشاق العالم استيقظوا إني أخاطبكم، هل من مفتون بها يشاطرني الجنون؟!، أتلمس كل ما يشدني إليها، وأشم كل وردة تضوع بشذاها، صدقوني .. صدقوني.. إنّ الحبّ الجنوني يجعل العشاق مساطيل، يقبلون الحصى ويعانقون الشجر والجدران، كيف إذا كانت المحبوبة هي القدس؟. مهبط الرسالات ومهوى أفئدة الأنبياء، تشتاق لمسراها النفوس، وتعرج لقبابها الأرواح، وتتوق للثم ثراها القلوب، إنّ لدي طالب من فلسطين، أرى فيه شيئًا من شذا عبيرها وبريق نضارتها، ضايقه طالب مشاكس يروم به أذًا، فأقبل الطالب الفلسطيني ناحيتي شاكيًا مستاءً؛ فسألته: "ما قال لك غريمك؟"، فأجابني: "سألني من أي الديار أنت؟، فأجبته: من ديار فلسطين، فردّ عليّ: أنت لست فلسطيني، أنت إسرائيلي!!"


قلت للطالب المشاكس: "أسألك أي البلدين أحبّ إليك ديار الحرمين؟، أم ديار فلسطين؟"، فأجاب الغريم: "بالطبع فلسطين"، فقلت له: "هل تعلم أن أحد أحلامي الصلاة في بيت المقدس؟!"، قلتها وكبحت الجماح، بالطبع انتهى النزاع بينهما، إلا أنّ نزاعًا من نوع آخر يصطلي في فؤادي؛ يجاذبني لزيارة قبابها ورباها، فهل من مفتون بها يشاطرني الجنون؟!، هنيئًا لكم يا من تشرفتم بالصلاة في محاريبها، هَلّا دعوتم لنا، لعل العين تكتحل؟، هنيئًا لكم، لو كنت فنانًا لرسمت فلسطين لوحة، لو كنت مبدعًا لجعلت القدس تحفة؛ تحج إليها القوافل وتشتاق إليها النفوس، يا معاشر العشاق إنّي بها مفتون، ألا من داعٍ يدعو لي بظهر الغيب؟!، ألا من محبّ يرفع أكف الإبتهال؟، لعل دعوة صالحة تصدع فتصيب، ويتحقق بذلك المرام، حينها بحق سيرتوي القلب، وأنّى لهذا القلب أن يبلغ الرَّيَّ والرُّواء.