الخميس، 18 يوليو 2019

حوار مع صديقي المسلم.. (العقل والقلب، لمن الغلبة؟!)



(٣)

تأخر صديقي هذا المساء ولم يأتي لنكمل الحوار المتفق عليه، وفجأة استمعت لرنة الهاتف، ظننته اعتذار من صديقي، لكن توقعي أَخْطَأ، وتكلمتْ الدكتورة نورة الهديب، فتذكرتُ الرسالة النصية التي أرسلتها لها، قلتُ فيها : ( السبب في نكران الخالق لدى الملحد نقص أدوات، إذاً نسأل : ماهي الأدوات المعرفية التي يحتاجها الملحد ليبلغ اليقين؟، لعلك تقولين المقصود بالأدوات هنا انعدام الجاذبية بين العقل والقلب، ولكن الأساس أن الإنسان يولد فارغاً، فكيف يكتسب الملحد هذه الجاذبية وهو (فارغ) غير مؤمن؟!)، تكلمت الدكتورة بعد الترحاب : أن المقالة التي كتبتها هو جزء من كتاب سيخرج للنور قريباً، ثم أجابتْ على التساؤل بقولها : الأدوات المعرفية المتواجدة في العقل والقلب، المقصود بها التفكير يعتبر أداة والإحساس يعتبر أداة .كلاهما كأدوات تختلف من شخص لآخر وتزيد وتنقص على حسب عوامل مكتسبة عادة. على سبيل المثال، طريقة تفكيرك وتحليلك للأمور مبنية على تراكمات معرفية وعلمية بيئية وعامل الذكاء يلعب دور رئيسي فيها. وهي تختلف عن طريقة تفكير المنكر لله الذي كانت طريقة تفكيره ناقصة بوجود أدوات مُكملة كالإحساس مثلاً. وبالنسبة للأدوات التي يحتاجها الملحد ليبلغ اليقين. فهي عادة أدوات عاطفية ( الإحساس كأداة معرفية) فالملحد قد يغلبك بالمنطق المجرد لأن الأدوات العقلية متوفرة لكنه يفتقر الى الأدوات العاطفية التي  تعتبر قاعدة حسنة كذلك.  نعم، ففي الجاذبية أدوات كثيرة سأتطرق لها بإذن الله لاحقا وبالتفصيل .
واصلت الدكتورة حديثها، ولم أقاطعها لتصل الفكرة كاملة، وفي يدي قلم أدون ردودي بصمت، أعقبتْ بعد لحظة صمت قصيرة : فالملحد تنعدم الجاذبية عنده لأنه يفتقر الى الحس العاطفي (الفطرة) التي ولدت معه لأسباب كثيره منها نقص الأدوات المعرفية. الإنسان لا يخرج إلى هذه الدنيا فارغاً. بل هو يولد بعاطفة مفطورة على حُب الخالق. وحب ما حوله، وبالنسبة فهو يكتسب المعارف من خلال عاطفته وإدراكه وأثناء النمو يبدأ عقله بالتمييز. فعقل الإنسان عبارة عن جاذبية للمعارف والعلوم التي حوله، فقدرة الامتصاص العقلي عنده قوية، وهذه نظرية أخرى سأتطرق لها لاحقا..

حديثها كان متسلسلاً، ولكن في جعبتي الكثير، فقلت مباشرة : الأدوات التي ذكرتها هي :
‎ (١) التفكير : هناك مفكرون ملاحدة، فكيف لمفكر  متضلع في التفكير؛ مثل : أوغست كانت، فريدريك نيتشة، برتراند راسل، ديفيد هيوم، وغيرهم يقول بخرافة الأديان؟!
(٢) الإحساس : هو انطباع يختلف باختلاف الشخص، ويتسلل إليه الوهم.
(٣) عامل الذكاء : هناك من درجة ذكاؤه متفوقة، ومع ذلك ليس مؤمناً، والعكس نراه صحيح بالنسبة للمؤمن.
(٤) الفطرة : فكل الناس يتشاركون بذات التركيبة البشرية، وهي متساوية أقلاً وقت الولادة، (كل مولود يولد على الفطرة) الحديث.
الخلاصة : أن اجتماع كل هذه الأدوات ليس بالضرورة أن تنتج عنه الإيمان، والملاحظ الذي يدركه الجميع أن البيئة والتوريث الثقافي، هو ما يشكل إيمان الإنسان من عدمه، فمن يولد في بيت مسلم يكون مسلماً وهكذا، فهل يعقل أن تكون الجاذبية القلبية متركزة في التوريث المعرفي للبيئة التي يعيشها الإنسان؟!، ما نتصوره هو أن العقل راجح في الاستدلال والحكم على الأمور، طبعاً ضمن القوانين المنطقية، وعليه فإن الملحد يبقى على إلحاده لأنه يرى العقل يقول بما يقوله .


‏https://www.makalcloud.com/post/04yhhf6z1

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

حوار مع صديقي المسلم.. (العقل والقلب، لمن الغلبة؟!)



(٢)
لا يتغير رأي المسلم بسهولة، وكذا الملحد الذي يمتلك قناعة بأنه على الحق لن يؤمن ببساطة، وضع صديقي القرآن جانباً وتكلم : صحيح أن الملحد لا يؤمن بآيات القرآن، لكنه يعي الدلالات والمعاني، والإيمان فكرة يصل إليها، وهي طويلة وشاقة. تناول المصحف وأخذ يقرأ : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)، تلاحظ أن الإيمان درجات، فلا ضير أن يخطو الملحد خطواته الأولى .
تنتابني كحة مباغته، واقاطعه : الملحد لا يرى قدسية للقرآن، والمسلم يظن أن له هالة عجائبية بصفته (كلام رب العالمين)، يعتقد المسلم أن المعاني والدلالات إذا خرجت من القرآن يكون لها مفعول السحر فيجتذب القلوب، وهذا لا يعتقده الملحد!!، نظرة المسلم للقرآن نظرة افتتان فكل لفتة يصيح : (الله أكبر، ما شاء الله)، بينما الملحد إذا سقطت عينه على شيء سيمسك بطنه من الضحك، ويقول : أنظروا إلى خالق الكون العظيم ليس لديه عمل سوى السب والشتم، يقول لهذا : (حلاف، هماز، مهين، عتل بعد ذلك زنيم)، وذاك : (تبت يداك)، وتلك : (حمالة الحطب، في جسدها حبل من مسد) !!، سيقول الملحد ما الفرق بين وثنيتين، المشركون يعبدون الكعبة والمسلمون يصلون إليها ؟!
يوقفني صديقي بحزم : المسلمون يعبدون الله وما الكعبة إلا اتجاه فقط، كما يطلب المعلم من طلابه النظر للسبورة أثناء الدرس، تأدباً أو تنظيماً . إذاً فالكعبة مكان تتجه بوجهك نحوه لأداء فريضة، ولا تبلغ منزلتها العبادة . وإلا لأصبح المسلم مشركاً وهذا غير صحيح . يرفع صديقي يده طالباً مني أن لا أقاطعه، ويقول : نعود إلى الملحد، عليه أن يتخيل أن هذا الكون مسألة رياضية (س) و(ص)، فإذا لم يعرف الملحد أن نتيجة المعادلة (=١)، عليه أن يحلها ليبلغ النتيجة .
(الله) هو كذلك؛ نراه نتيجة للمسألة كونية مبهمة، ناتجها -إذا حللناها- أن هذا الكون يحتاج لخالق وهو الله تبارك وتعالى . أمسكتُ بورقتي التي دونت فيها بعض الردود حتى لا أقاطع صاحبي المسترسل ، نقلت : لنعود للكعبة أولاً، في نظر الملحد الكعبة بيت الأوثان، ولا علاقة لها بالأسطورة الإبراهيمية الإسماعيلية التي تحدث بها القرآن، وفي جزيرة العرب الكثير من الكعبات المحاطة بأصنام القبائل، فلماذا حطم النبي أصنام قريش وأبقى الصنم الأعظم؟!، أما ما يخص المسألة الكونية،  وأن حلها هو (الله)، سيرد الملحد أن الله مجرد وهم صنعته العقول، وهذا الوهم محاصر بالتابو والممنوعات، (من تفكر في ذات الله تزندق)، أي لا تسأل عن الذات الإلهية، لماذا وجد الإله؟، لأن لهذا الكون لغز، أو معادلة مبهمة كما تفضلت، من خالقه؟!، الحل عند المؤمن هو أن نجعل لهذا المجهول (س) اسماً آخر وليكن : (الله، يسوع، يهوى) باختلاف الأديان، ثم نقول : وجدنا الحل !!، ما الذي تغير في المعادلة إبدال حرف (س) كمجهول بحرف آخر هو (ص)، أو أي حرف آخر .
هنا نسمع صوت نغمة رسالة، افتحها، فإذا هي رد الدكتورة الهديب : (لمن ينكر وجود الخالق، فإن النكران قائم على نقص الأدوات المعرفية في العقل، بمعنى أن الملحد أو من يدّعي الإنكار فإن الجاذبية بين العقل والقلب تكاد تكون متناقصة أو معدومة . تستطيع تخيل انعدام الجاذبية على سطح القمر فإن هناك تخبط لا استناد له .. وهذا هو الملحد فإنه يتخبط في عقله ليبحث عن بصيص من الأمل ليتعلق به أو ليرضي عقله لذلك نجده نهم في العلوم والاختراعات أو نراه عاشق للطبيعة أو الحياة وقد يستند على الصدف والنظريات البشرية البعيدة تماما عن وجود الخالق..) .
+ + + +
‏https://www.makalcloud.com/post/l99gs51nz

الأحد، 14 يوليو 2019

حوار مع صديقي المسلم.. (العقل والقلب، لمن الغلبة؟!)


 (١)
يتباين التفكير البشري فيما يعتقده الناس، فالأفهام لا تتفق حول عقيدة واحدة، فهذا ملحد لا يقر بوجود محرك للحياة، بمثابة (صانع الساعات الأعمى) الذي يتبناه ريتشارد دوكينز، بل يعتقد أن الحياة خالية من الإله الخارق (وهم الإله)، وعلى النقيض نرى المؤمن الذي يعتبر كل ما يقوله الملحد كفر وزندقة، فهل يتفق المؤمنون أم اختلفوا؟!، حينما نأخذ نموذج طريقة الاستنتاج للوصول للخالق، نرى أن شريحة ترى العقل أساس في عملية الاستدلال، بينما ترجح شريحة أخرى القلب وتعتبره هو الحكم والفيصل .
بدأ حوار بيني وبين أحد أصدقائي حول ما يفهمه المسلم وما يراه الملحد، وكان منطلق الحديث مقالة للدكتورة نورة الهديب تحمل عنوان : (نظرية اليقين وفلسفة العقل البشري)، تشير الدكتورة إلى أن العقل في هذا الزمان المعاصر تحول إلى نقمة، حيث تأثر بالطمع والغرور، فظن أنه يتمكن بذكائه أن يعرف المغيبات والمستقبل . ترى الدكتورة عأن العقل يتخبط في التساؤلات والاستنتاجات، فأين النجاة من خرائط التيه؟!، تجيب الهديب أن الحل يقع على القلب الملازم للعقل، لما يمتلك من يقين بالتوكل، وهنا وقع الجدل وتعقد الحوار بيني وبين صديقي واحتدم النقاش .
بدأتُ الحديث بهذا التساؤل : كيف يمكننا بلوغ اليقين؟!، والعقل البشري ناقص وتساوره التخبطات، أما القلب فيُداخله الوهم؟، وكل ديانة تقول اليقين في جيبها، فأين اليقين الحق؟! وكيف نميزه؟!، بالقلب الواهم أم بالعقل المتخبط؟!، أم بلوغ اليقين محال بأدوات يشوبها القصور ؟!
أتلقى الإجابة منه : نبلغ اليقين بالإيمان الذي يأخذ دور الجاذبية للعقل، فالإيمان كـ ( دليل طريق) يجذبه دائما إلى منهجية التفكير السليم، ولنا في إبراهيم قدوة حين أعطى العقل مساحته في التأمل والتفكير، إذا قال : هذا ربي، وهو يشير : للكوكب، والقمر، والشمس، ثم في الأخير يبلغ أعلى المراتب وهي درجة اليقين .
أشعل النقاش : أي إيمان وأي جاذبية تُثَبِّتُ العقل؟!، أنا الآن أتجرد واستعير عقل ملحد يكفر بالإيمان، فكيف سيبلغ نور الإيمان لهذا الملحد وفاقد الشيء لا يعطيه؟!، الحديث تكريس لثقافة متوارثة، الحل في الإيمان، كيف نبلغ اليقين بالإيمان؟!، والتسلسل باطل كما يقول المناطقة، هلا أجبت على عقل ذلك الملحد الذي أتحدث بالنيابة عنه؟!، تناول صديقي القرآن الكريم وانتخب منه هذه الآية : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )، لم يكن مقتنع إبراهيم فيما يعبد قومه، وعبر منهج الشك والتأمل بلغ اليقين، حيث لاحظ أفول المخلوقات بينما الخالق ينبغي أن لا يصيبه الأفول، حينها قال : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض .
قلتُ لصديقي بشيء من التفاعل : الملحد يعتقد أن كل الأديان خرافة وصناعة بشرية، فكيف سنقنع هذا الملحد الأشوس بآيات لا يؤمن بها؟! ، وبقصة يراها أسطورية خيالية نسجها المستأكلون بالدين، على حد قوله !!، الملحد يضحك على من يسجد للصنم والبقر والكعبة على حد سواء، وربما يقول القائل المسلم يسجد لله لا للكعبة، كذلك المشركون يؤمنون بالله لكنهم يشركون معه، لأن الأصنام تقربهم من الله زلفى، فالحجر الأسود حجر، واللات والعزة وهبل مجرد أحجار، فلماذا هنا وثنية وهناك لا أوثان؟!، وكما قال عمر : (وإني أعلم أنك حجر، وأنك لا تضر ولا تنفع)، فلماذا التقاتل بين المسلمين عليه؟!
عموماً سيواصل الملحد نقده لهذه الدراما الإبراهيمية، ويقول : أين الله؟، ألم يأفل هو الآخر؟!، ثم ما الدليل على إله المسلمين؟!، هل يعقل خالق الأكوان يتصاغر ليحاسب رجل حين يقدم رجله اليمنى أم اليسرى عند دخول بيت الخلاء؟!، ثم لا يعبه بمصير مجازر جماعية جزرت بسيف نبيه في بني قريظة؟!، الحديث سيتشعب، ولكن السؤال هو ذات السؤال الذي أسأله الدكتورة نورة الهديب : كيف يبلغ الملحد اليقين؟! ، إن قلنا بالإيمان فهو ملحد لا إيمان له، وإن قلنا بالعلم فالعلم كما ذكرتي تشوبه التخبطات سواء في الاستنتاجات أو التساؤلات الخاطئة .
+ + + +


https://www.makalcloud.com/post/xy84pffed

السبت، 13 يوليو 2019

اعتقادات مضحكة !!



كل واحد فينا لديه اعتقادات غريبة وعجيبة يصدقها ويعتقد بها ، وما أكثر تلك الاعتقادات التي  لاتمت للحقيقة بصلة ، ذات مرة واجهني شخص ما بتقييم سلبي ، فضحكت كثيراً حين عرفت أن سبب تحامله عليّ طيف منام !!

يعتقد أن تلك الرؤيا لها انعكاس لما تخفي الصدور  ، لهذا حمّلها ما لا تحتمله ، وقيمني تقييماً مجحفاً لا أصل له سوى أضغاثُ أحلام ، ولكننا -كذلك - نحمل الكثير من الخرافات التي نعتقد أنها -ببداهة - يقينٌ لا يقبل المنازعة والنقاش ، أتخطر أن أناساً كانوا من حولي يربطون بين القط الأسود والجن ، فهل هذا الاعتقاد صحيح ؟!، ثم ما المقصود بالجن الذي تحدث عنه القرآن الكريم ، هل هم مخلوقات خفية شريرة أم إن تصورات المفسرين صورت لنا اعتقادات خيالية وبهداهم نحن سائرون ؟! 

كنت مع زميل لي يستهزء ويسخر من عُبّاد الأبقار ، وكان يصف لي تسابقهم على بول البقرة المقدسة بطريقة دراماتيكية لاذعة ، وشكك في عقولهم وسلامة أذهانهم ، ولكن ماذا إذا نقلنا لهم بعض اعتقاداتنا المضحكة ألن يسخروا هم منا بدورهم ؟! ، لماذا نستهزء بالآخرين على ما يعتقدون بينما الضحك حري بنا لما نحمل من اعتقدات خرافية تضحك الثكلى .

تقدم العلم وكشف عن كثير من الإلتباسات التي تناقض الحقيقة ، فإلى متى سنتشبث بتلك الاعتقادات الواهمة المخجلة؟! ، لا نحتاج أن نغرق في تعداد النماذج ، فكل نفس بما تعتقد بصيرة ،  ولكن علينا مراجعة ما نعتقد به وتصحيح العالق بعقولنا حتى لا نكن يوماً ما مثارَ الضحك والتندر  .

https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:activity:6548646846544265216

الجمعة، 12 يوليو 2019

التمرد على السائد



قرة العين شخصية عراقية فذة، حصيفة التفكير ، جميلة الجوهر والمحيا، عالمة فاضلة، تمردت على مجتمعها واعتلت المنبر وخطبت في الناس وألقت دروسها للرجال والنساء، والنتيجة أنها حققت كثير من المكاسب والمناصب، حققت ثقة الكثيرين لغزارة معارفها وذكائها، لكن الأحزاب المخالفة لخطها حفروا لها الحفر ونصبوا لها المكائد والعراقيل، ولفقوا عليها التهم والشائعات، ففي الأخير شاءت الأقدار أن تكون ضحية لذلك الصراع الذي واجهته  ..


قرة العين شخصية تستحق التدوين وتستحق القراءة، هي ليست حكراً للتراث العراقي وتاريخه، بل هي حكاية الأجيال، حكاية الماضي والحاضر والمستقبل ..


وهنا نطرح سؤالاً غاية في الأهمية، وهو : كيف نواجه المختلف معنا ؟، هل نقبل الآخر ونحترم خصوصياته وقناعاته؟! أم نرجم كل من خالفنا الفكر  والتفكير ؟!، إن كان الجواب القمع للآخر المختلف، فنحن مع جماعة النمرود الذين رشقوا إبراهيم بالمنجنيق في النار المستعرة، لا لجرم سوى أنه طرح فكراً مغايراً لما هو سائد .


المفترض ان نناقش الاخرين لا ان نفرض عليهم قناعاتنا، فالافكار تبقى افكاراً يقتنع بها من آمن بها، فلا وصاية على احد، نعم ينبغي مناقشة المخالف بالرفق واللين والقول الحسن، ثم علينا ان تتسع صدورنا للمختلف فلن نملك سلطة تبديل القناعات بمنطق القوة، انما التأثير بقوة المنطق وحسب .



‏https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:activity:6547231796256358400

الأربعاء، 10 يوليو 2019

القيود الوهمية .. ثقل يرهق كاهل الإنسان

  



من قال أن المرأة مقيدة؟! ، دائماً نسمع أن النساء متشرنقات بالقيود؟! ، تصدق المرأة هذا الحديث فتظن نفسها كذلك، فهل هناك قيود تعرقل حركة المرأة؟! 

ليس الحديث على المرأة هنا؛ بل عن القيود، القيود التي تكبل حركتنا وحريتنا، الحقيقة فعلاً أن هناك بعض القيود، حديثنا هنا عن القيود الوهمية التي لا وجود لها، ومع ذلك تخنقنا وتقيدنا، ينقل بعضهم قصة حمار لم يجد صاحبه له حبلاً ليربطه، فاوهمه بربط عنقه، وفي الصباح لم يتحرك الحمار لتوهم وجود الحبل!!

البعض يقول : فعلاً هو حمار وسيبقى طول حياته كذلك، ولكننا كثيراً ما نقع في ذات المطب، نتوهم شيئاً لا وجود له، ونقيد حريتنا وحركتنا بمحض إرادتنا، بل نحن مغلوبون على أنفسنا، القيود الوهمية العالقة بنا ولا وجود لها في الأصل، السؤال : كيف نتخلص من تلك القيود الوهمية؟! 

أولاً علينا أن نكتشف تلك الأوهام، ثم نتخلص منها، الاكتشاف هو الأمر الأول، هناك مصابين بأمراض نفسية كثيرة : كالوسواس والخوف والقلق، وغيرها كثير ، يظن الصحيح فينا سليماً وهو في بدايات مرض نفسي عليه أن يتخلص من جذوره قبل الاستفحال، اتذكر أن أحدهم يخاف من (الدجاج)، حينما يرى دجاجة يهرب منها، لترسخ اعتقاد خاطئ في نفسه أنه في نظر الدجاجة (دودة)، وحين قيل له : لا تخف أنت لست دودة، قال : وما يدري الدجاجة أنني لست كذلك؟! 

ما من مرض إلا وله علاج، كذلك الوهم، أحياناً يكرس الواحد فينا أنه شخص غير محظوظ، لهذا يتطبع هذا الإحساس في أعماقه، حتى إذا بلغ ذروة المجد وأمسك بالجوهرة في يده، جاءته مثل الرعدة فتسقط من يده وتتحطم، لماذا تحطمتْ وسقطتْ من يده؟!، سيعيد السمفونية ذاتها : أنا غير محظوظ!!، ولكن الواقع يقول : أنه متشبع بالتشاؤم والاحباط، كرس في نفسه قمامة الأفكار السلبية، التي يتوجب عليه التخلص منها .

البعض منا يعطي نفسه إيحاءات غير صحيحة، بأنه غير قادر على فعل شيء ما، فيساعد الفشل على نفسه، أحدهم بلغ به الزمن مبلغاً كبيراً وهو لديه (فوبيا القيادة)، حينما أراد أن يتعلم وشاهد عصا السيارة ترتعد ولى هارباً ، ختم على نفسه أنه ليس قادر، بينما ( أم...)، وهي كبيرة في السن تسوق السيارة وتذهب بها حيث تشاء .


‏https://www.makalcloud.com/post/f1871ugcl

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

قياس المعنويات .. البرهان على قضاء الحاجات



في مقال سابق تم نشره : (الخوارق المعنوية، الطريق الأسرع لقضاء الحاجات)، كثر التعليق حوله، وهنا أضع تعليق أحدهم : (البركة تجعل طعام الواحد يكفي لاثنين، وما ينجز في ساعات ينجز في ساعة واحدة، والمريض الذي عجز عنه الطب يشفى في غمضة عين، هذا مشاهد ولكن من الصعب إقناع الآخرين عن أسباب تحققها )..

السؤال : هل تقاس المعنويات أم لا تقاس؟!، نقول : ليس سهلاً أقناع الآخرين بالأسباب، فالمؤمن يعتقد أن السر خلف تحقق الأمر الاعجازي هو تلك المعنويات، بمعنى أنه يتكهن ويربط، وربما تحقق هذا الاعجاز ليس بما أشار إليه من معنويات، ربما لأمر آخر، أو معنويات أخرى لم يشر إليها ولم تخطر في باله أصلاً.

قيل أن التجربة خير برهان، فهل يستطيع المؤمن أن يثبت الربط بين تلك المعنويات وتحقق المعجزات؟!، بالأمثلة تتضح المطالب، فلنأخذ نموذجاً للتوضيح وهي : قصة وكيع معلم الشافعي والشافعي نفسه، حيث قيد الحادثة في شعر شهير :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .. فارشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور .. ونور الله لا يهدى لعاصي

لنحلل الحادثة : المعنويات هي : (ترك المعصية)، والنتيجة القابلة للقياس هي : (حفظ العلم)، قيل أن الشافعي ترك الذنب الذي وقع فيه فرجع حفظه كسابق عهده، على فرض صحة الخبر، هل السبب الوحيد لتدهور حفظه تلك المعصية؟!، أم من المحتمل دخول عوامل أخرى ساهمت في نسيانه؟! 

 كثير من الناس مصابين بداء (النسيان)، وهناك من يعاني، في المقابل هناك معنويات مقترحة لحل هذا النسيان؟!، يذكر بعضهم من ضمن تلك الحلول : الأذكار ، ويستشهدون على ذلك بقولهم : (واذكر ربك إذا نسيت).

 السؤال : في حال تحقق النتيجة، هل هذا الذكر سيكون هو السبب؟!، أم لعل السبب في شيء آخر، مثل : ترك السهر، وعدم الإجهاد، وتناول الطعام الجيد، وغيرها ؟!، هنا تكمن صعوبة القياس للمعنويات، وهو تسلل عوامل أخرى للتجربة، والإنسان من طبعة الإيمان بالمحسوسات والملموسات؟! 

وكما قيل أن الغريق يتمسك بقشة، لهذا يهرع كل صاحب معضلة إلى أي حل متوقع، أحدهم تواجهه معضلة وهي أنه : لم يرزق بالذرية، فلما طلب الحل قيل له الحل في (الاستغفار)، وتلي عليه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ..) .
المشكلة التي تواجه هذه التجربة، أن هناك من يجرب الاستغفار فلايرزق بالولد، ولا يعطى مراده، لهذا يترك البعض الاستغفار ويذهب لحلول أخرى كالعلاج أو ما أشبه ذلك .

لهذا تبقى المعنويات حل ينقصه البرهان والتحقق، حتى في حال تحقق الغرض، سنفتقر لدليل الربط بين المعنويات ونتائجها التي ربما تكن هي نتائج أشياء أخرى .

‏https://www.makalcloud.com/post/cvcmvipvk

الاثنين، 8 يوليو 2019

أنا لست معاقاً


لنعطي المعاق هذه الكلمة ليكررها، فإن لها مفعول السحر، أحدثكم هنا عن الحاج عبدالكافي، وهو رجل ضرير طموح، لا أعرف عنه شيئاً سوى أنه يقرأ بأذنيه، يستمع ويتذوق ويشارك القراء، هذا الرجل من ليبيا حدثتنا عنه (مزامير السيدة ميم)، وهي قارئة محترفة للكتب الصوتية، ذكرت في تعليقات رواية فاوست للفيلسوف الأماني غوتة التي سجلتها أن هذا الضرير كان يختار لها جملة كتب لتقرأها على الآخرين .
أمثال عبدالكافي كثير، فهذا الرجل رغم أنه فقد بصره إلا أنه واكب الحياة بما يستطيع، أتخطر أني شاهدت رجلاً ضريراً يتنقل من مكان لآخر ، ولا تعينه على طريقه إلا عصاته، وهناك من يقرؤون باللمس (طريقة برايل)، وهناك معاقون يكافحون الإعاقات، وهناك مناضلون أبهروا العالم رغم العمى،
كـ (أبي العلاء المعري، وطه حسين، وغيرهم) .
(العازفون العميان)، لقب أطلقته على بعضهم وأنا شاهدت الجزيرة الوثائقية، يتحدث الفيام عن أشخاص لديهم القدرة على الكتابة السريعة بالكيبورد رغم العمى، أنها طريقة الطباعة باللمس، فحفظ أماكن الأحرف تقود للمهارة، السؤال : هل الاعاقة تمنع من التفاعل مع الحياة؟!، بعض الأمهات تتمنى لولدها الموت في حادث مروري لأنه معاق؛ ليستريح ويريح، هل هذا المنطق سليم؟!
البعض يصاب بوعكة صحيحة مفاجأة فتتعطل به الحياة ويضيق ذرعاً بهذه العاهة المباغتة، فماهو دورنا تجاهه؟!، هل نعين أم نشارك العاهة في قهره؟!، هناك مواقف خصصت لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا حس انساني جميل، هناك عبارات راقية كوصفهم بـ (أصحاب الهمم)، هناك مشجعون يدفعون باتجاه التغلب على العاهة والإعاقة، فلماذا لا نكن نحن منهم؟!
كلمة يسيرة طيبة تدفع بها إنساناً من وحل اليأس إلا قمة الطموح، قصة الضفدعة الصماء تعلمنا أهمية التشجيع، فلماذا لا نجرب ثقافة التشجيع؟!، حينما تشاهد مريضاً أغرس في جوفه الأمل وقل له : اليوم أنت أحسن ، ما شاء الله تقدمت كثيراً ، ثقافة التشجيع والإيحاء تساهم في تخطي العقبات، فلماذا لا نجرب آثار هذه الكلمة؟!
لماذا لا نقرأ حياة العباقرة ونستلهم منهم طريق الإبداع، ذات مرة
حدثني أحد طلابي بمعلومة لم أكن أعرفها، وهي أن صاحب السيمفونية الشهيرة بتهوفن كان أصماً لا يسمع الأصوات !!، فلماذا نعرقل الطريق أمام المبدعين بمزيد من الإحباط ؟! .
‏https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:activity:6553979743446806528

السبت، 6 يوليو 2019

سوق أم ساحة حرب؟! تراجيديا واقعية لسكان أهل الأرض


يسوي حزام سيارته على صدره باكراً، النشاط في أوجه فهذا يوم إجازته، يتمتم في نفسه : "وأي إجازة هذه، هو دوام من نوع آخر، في مكان آخر"، أمامه مهمة شراء حاجيات منزله، عليه أن لاينسى شيئاً، فهو اليوم اليتيم المخصص لقضاء حاجيات العائلة !
يمر على بيوت الطين المطلية بطلاء قديم متآكل، يكاد الجدار أن يسجد على أهله من شدة التضرع، الفقراء يملؤون الأحياء لولا العفاف والتستر، برهة قصيرة حتى يتعجب من رفاهية منازل أخرى، يلاحظ البذخ والخيلاء في تصاميم تلك البيوت الفارهة، فيغمغم :" بيوت  القصور وبيت القبور ، كيف لا يشهر الفقير على الغني سيفه وهو يشاهد هذه الطبيقية المفرطة والبرجوازية المقيتة بين هذه وتلك !!"
يحاول أن يجد مخرجاً لهذا التناقض الفاحش بين أناس يعيشون في ذات الزمان والمكان، يصل إلى نتيجة : "هكذا حال الدنيا، غني وفقير، جائع ومتخم من فرط سمنته"، ماهي إلا دقائق حتى يترجل من سيارته ويضع أقدامه في مواقف مكتضة للسوق، هي ليست مواقف، لكن الناس يسمونها كذلك، شريطة أن لايحضر رجل المرور ليدوم مخالفة وقوف خاطئ !!
القيض بدأ يغلي بأصحابه منذ الساعات الأولى، هناك يشاهد نساء عجائز يفترشن الطريق يبعن ما يُسد به رمق أطفالهن وجوعة بطونهن، الحرارة تشتد وصعيق التجار : "الكليو بعشرة، الكليو بعشرة"، يقترب من الفاكهاني، يشتري فاكهة للصغار  بعد أن يرى لمعان الثمار، التفاح الأحمر كخدود العروس، والبرتقال الطازج كصفاء الشمس، والمشمش والكمثرى والموز ووو، خيرات حسان، هذا ما أبدعه الرحمن.
بدأ يسأل عن الأسعار، ويتخير ما يسر به الصغار، يرفع البائع ثمنه ويسعى المشتري لتقليل المبلغ، بين شد وجذب يقع البيع، وكأن العملية استخراج دلو ماء من البئر ، تذوب القائمة في يده من شدة الحرارة والتعرق، الحر بدأ يشتد، وصولة السوق تزمجر بالنشاط، وكأن الرحى تدور بأهلها .
يرى عجوزاً أنهكه التعب يتسول، يخاطب نفسه : "متى سيأكل الفقير، والأسعار باهظة"، يمسح العرق المتفصد، أما أنهار الأمازون التي تجري شلالات خلف ظهره فلا يراها أحد، يكمل حديث النفس :"هناك من لاطمع له في القرص ولا عهد له بالشبع".
ولما بلغ صاحب البطيخ أصابه الحرج الشديد، فلقد نفذت نقودَ محفظته رغم أنه لم يشتري شيئاً، أصيب بحكة فجائية، تباغته هذه الحالة كلما سقط في موقف مشابه، حمد الله حين شاهد (صرافة) على يمينه، فهرول لينقذ الموقف . دفع للبائع ثمن الوزن، وأكمل ما يحتاج، في طريق ذهابه سمع أحدهم، يشاجر بائع الطماط أحمر وجهه من الغيظ : "الغش في كل مكان"، كاد البائع أن يخنقه، لو لا الاعتذار وتدخل من بالجوار، تمتم :"سوق أم ساحة حرب؟!"، توجس وفتح التفاح الذهبي الذي اشتراه، فلم يرى إلا ما يندى له الجبين !!
‏https://www.makalcloud.com/post/c9osiog02

وطنية مخدوشة !! من أدبيات المنفى والمهاجرين

(١)
الوطن هو المنفى لكثير من الشعوب، أما بلاد المهجر  فهي منطقة الاستيطان، فيها الرزق وفيها السكن، وشيئاً فشيئاً تدب الإلفة ونعشق تلك المرافي..

(٢)
الحرية أغلى من كل تراب، لهذا هجر الأوطان كثير من العلماء والمفكرين، فهل يشتاقون لأوطانهم؟!، ربما نعم، لأن الذكرى والحنين يتحركان، ولكن السعادة الحقيقية هناك .

(٣)
في ديار المهجر  كثير من الهجرات وكثير من الإبداعات، أتخطر منها رواية موسم الهجر إلى الشمال، للطيب صالح، وأتخطر : مدرسة شعراء المهجر التي أبدعت وقدمت الغالي ونفيس .

(٤)
الذاكرة تعصف بالمغتربين، والشوق معذب لذلك الطير المهاجر ، طير جميل اسمه : جبران خليل جبران، زعيم الرابطة القلمية ومؤسسها، بقى هناك يعصفه الشوق والحب والإبداع .

(٥)
الحنين يذبح الطيور المهاجرة، وجبران أحدهم، غرد وحلق وأنتج، ولكن انتاجه ظل متألماً كـ : الأجنحة المتكسرة، ودمعة وابتسامة، والعواصف، والأرواح المتمردة، والمجنون، فبقت نكهة المهجر متسلطة عليه يتلون بلوعتها .

(٦)
مباهج الوطن محدودة، وتملؤها المنغصات، هكذا يغترب يسوع المسيح  وهو في ذات الوطن، هكذا يُنفى الحلاج وهو في رحم الديار ، يترقب موته على أيدي الجلاوزة لكونه صدح بما يعتقد، فنعت : بالكفر والجنون والزندقة .

(٧)
مواسم السعادة في بلادنا هي الإجازات الصيفية، وفي هذه المواسم يفر الناس من وطأة الصيف والحرارة الملتهبة، أليست السعادة التي نتمناها تقع هناك بعيداً عن هذا التراب الذي تصهره حرارة الشمس رغم ابتعادها ؟! 


‏https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:activity:6552323555286110208

الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الخوارق المعنوية .. الطريق الأسرع لقضاء الحاجات




قوى معنوية يمتلكها البعض يتغلبون بها على ضعفهم، فكيف نمتلك تلك القوى؟!، تتحدث (ريم البريك)، في كتابها : (رجل الدين والفيلسوف والساحر... وأسرار القوة)، عن جملة من تلك القوى : (قوة العطاء، والنوافل، والدعاء، والصبر، و..)، نلاحظ أن جميع هذه القوى معنوية، فهل هناك تجارب حقيقية -غير متخيلة- تثبت لنا صحة هذا الإدعاء؟!  

المعامل المختبرية تقيس لنا الماديات، فهل من طرق لاثبات المعنويات؟!، هل من رابط بين القيم المعنوية كـ (الدعاء والصدقة) وبين دفع البلاء وجلب العطاء؟!، المشككون يعتبرون هذا مجرد إدعاء، والمؤيدون يمدون القائمة، فهناك : (العلاج بالصدقة، والقرآن، والدعاء، والخواتم، والأحجار الكريمة، وغيرها)، بينما الطب الحديث يتعاطى مع الأمراض تعاطي مادي صرف، ولكن البعض يتحدث عن حالات مستعصية عجز ت عنها أحدث العيادات العالمية، ولم يتم الشفاء إلا في تلك المعنويات الخارقة .

المسألة لا ترتبط بمرض عضال فقط، بل هي ثقافة حياة، فالأمنيات لا تنتهي، وكلاً يرغب في تلك العصا السحرية، الغريب أن اليهود والمسيح وبقية الأديان ينقلون قصص متشابهة ويكون الحل الإعجازي فيما يعتقدون به، فكيف تتحقق تلك المطالب في معتقدات باطلة؟! 

كيف لنا أن نتحقق من فاعلية هذه المعنويات؟! ، ثم ماذا لو (صدفة) تحققت الأمنيات بطرق معوجة؟!، كيف نثبت بطلانها؟!، كيف نفرق بين الوهم والحقيقة؟!، لن يستطيع أحد أن ينتزع العقائد من صدور أصحابها، ولهذا نرى كل قيس يغني على ليلاه !!


‏https://www.makalcloud.com/post/9lymh7hvv

الاثنين، 1 يوليو 2019

( أمثال راوية الأفلام ) هل يمتلك أبناؤك الموهبة؟!







كل إنسان يتمتع بقدرات خاصة في دواخله، فهل يعرف كل واحد فينا ما يميزه؟!، أغلبنا يحتاج لمن يمسك بيده ليقوده إلى طريقه الصحيح، الكبير يحتاج، فكيف بالشاب والطفل الصغير؟!

قلة هم أولئك المتميزون الذين يجدون من يرعاهم، أذكر مثلاً : حسن بطل (حكايا حسن)، لولا أنه وجد فريقاً يرعاه لما بلغ مابلغ من هذا التألق، ولأصبح مغموراً رغم أن لديه قدرات مذهلة وجديرة بالاهتمام . كم من حسن في بيوتنا ؟!، لا ينقصهم إلا يد الاعتناء والرعاية، فهل يعي رب الأسرة لأهمية هذه الغرسة التي هي أمانة في عنقه؟!

هل يدرك فداحة هذا التقصير والصمت الذي يجنيه على نجم موهوب في حياته وهو ابنه القطعة النفيسة من فلذة كبده؟!، لماذا لا يبذل القليل من الدقائق ليكتشف ولده وما يكتنز من عبقرية ؟!

في رواية راوية الأفلام طفلة لها قدرة مذهلة على رواية ما تشاهده، معاناة أسرتها وفقرهم هو من أظهر موهبتها، أحياناً الصدفة والفقر والحاجة هو الباعث على الاكتشاف، فهل نحتاج لصدفة تشكف لنا المواهب؟!

من يقرأ حياة النجوم يدرك أن هناك فرصة ما تسنت ثم ولد ذلك النجم وبزغ، في الحقيقة هو يملك ناصية الموهبة لكنه لم يوضع في مكانه، في راوية الأفلام يضع الأب اختباراً لابنائه ليكتشف من هو الأجود في رواية الأفلام، فهل تفتح الأسر المجال لاكتشاف مواهب أبنائهم أم هم آخر من يعلمون؟!

انطلقت تلك الطفلة في سرد الأفلام وبهرت الجميع، والتصفيق هو مانالته وهو ما يستحقه أولادنا كذلك لو وضعناهم في أماكنهم الصحيحة، فمتى سيتم الاكتشاف؟!

https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:activity:6551391034708905984