الاثنين، 4 مارس 2024

أين تلك الفتاة اليوم؟!

 


بين التقديس والمبادئ؛ نرى الخلل الكبير، ففي المسيحية والإسلام هناك تقديس لشخصية والدة المسيح بكونها صاحبة الولادة الاعجازية التي انجبت من غير زوج، فهناك ألقاب لها واعتقادات بها وحولها وصل ببعضهم أن يصفها بـ : والدة الإله وسلطانة السماء والأرض (في المسيحية)، وخير نساء العالمين (في الإسلام)، ولكن أين أطنان المبادئ والقيم التي تتجسد في مريم القدوة؟! 


تغيب مريم عن مسرح الحياة العصرية، ولاتستشعر امرأة العصر أن هناك ارتباط بينها وبين هذه السيدة التي يتفق خلق غفير على عظمتها وقداستها، الفتيات اليوم يتعلقن بممثلة وراقصة إن لم يكن بممثل ومغني ومطرب!!، هناك ما يسمى بالتربية بالقدوات، خلق القدوة يقود لاقتفاء الأثر ، فماذا نحتاج من فتاة اليوم ؟!، إذًاعلينا إبراز شخصيات يتفق عليها الكل أنها المثال الحقيقي لما نرجوه من دور المرأة اليوم.


هناك غياب لدور الشخصية الصالحة (القدوة)، فلماذا لا تبرز تلك القدوات؟!، لانتحدث بالضرورة عن تمجيد الأسلاف مثل: مريم وخديجة، بل نقول أين نماذج هذا العصر من النساء القدوات؟!، هل عقرت أرحام الأمهات منهن؟!، أم لا تستحق المرأة اليوم أن تكون قدوة لمثيلاتها؟!، لماذا نحتاج لاستدعاء شخصيات القرون الخالية، ونعجز عن ذكر من هم بين ظهرانينا !!


المسؤولية تقع علينا جميعًا في إيجاد هذه النماذج، من الممكن دراسة هذا الموضوع واحلال العديد من المسابقات وخلق الكثير من التحديات، ولكن تبقى الكارزما لها دورها في اختطاف القلوب، فمن هي العذراء المعاصرة التي سيقع عليها البنان؟!


السبت، 2 مارس 2024

لنمزق الأحزان

 



يكتب الكاتب الشهير نيكوس كازانتزاكيس روايته ذائعة الصيت (زوربا اليوناني)، فمن هو بطل الرواية زوربا، وما حكايته؟!، هو رجل أمي يعشق الحياة، ثقافته الوحيدة تجاربه التي خاضها في مختلف المواقف ..


زوربا لا يعترف بالحزن ولا يذكره، هو منشغل بالفرح والابتهاج، أحب الدنيا بكل معطياتها يبحث عن أي ثغرة سعادة ليعيشها بكامل تفاصيلها وبنشوة منقطعة النظير، ثم أن له رقصته الشهيرة التي تسمى (رقصة زوربا) والتي يتقنها وينفذها بعد أن يقفز للأعلى بضعة أمتار، لا يعترف زوربا بالكتب بل يصرح بأنه يبصق عليها، فليست الكتب تحمل كل شيء في هذا الوجود ! 


يعمل زوربا مستثمرًا مال الرئيس، وهو لقب صديقه الذي تعرف عليه مصادفة، بدأ هذا الاستثمار في نقل الفحم من منجمه، لكن زوربا يفشل في صناعة المصعد المخصص لنقل الفحم، وتمتد الرواية التي بطلها هو عبارة عن شخصية حقيقية قابلها نيكوس -الراوي- في أحد سفراته .


ما نستفيده من زوربا الأمي هذا أشياء كثيرة، منها أن نفتح أيدينا لنفحات السعادة في هذه الحياة، أن نمزق الأحزان رغم عتوها، ونرقص مع زوربا الرقصة التي يستحضر بها كل السعادة، رغم بساطته وأميته التي لم يراها عائقًا له على أن يكون سعيدًا حتى وإن بقى فاشلًا في الحياة فلن يرضى أن يموت بقهره وحزنه، بل سيضحك ويفرح ويعاود الرقص والغناء بطريقته المميزة .