الأربعاء، 28 يوليو 2021

لقاء أدبي خاص

 


لقاء أدبي خاص | مع الروائي السعودي صاحب رواية البردة ومهاجرون نحو الشرق 



حوار: د.هناء الصاحب


مقتطفات من الحوار، يقول الروائي آل زايد: "الحياة مرّة، ونحتاج لقراءة الطرائف"، "الجوائز فقاعة فرحة يتناقص أثرها مع الأيام"، "يحتاج الكتاب أحيانًا لبضع سنين حتى يُقرأ"، "الرواية أحيانًا تكون علاجًا نفسيًّا"، "الكتّاب هم السبب الأساس في عزوف الناس عن القراءة".


في سماء القاهرة أضاءت مؤخرًا روايات الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد، والتي رفع عنها الستار، وشاهدها الجميع، يقول الروائي آل زايد بمناسبة صدور باكورة إنتاجاته: "تلقيت آلاف التباريك والتهاني والإعجابات على صدور رواياتي من كل دول العالم العربي، وهذا ما رفع معنوياتي لأقصى حد، ووضعني في مسؤولية ضخمة"، كما يقول في مناسبة أخرى: "المقياس ليس بكثرة الكلام، بل بالمعاني التي تحملها الكلمة الرصاصة".


أحببنا في هذا الحوار طرح بعض التساؤلات للإستفادة من هذه التجربة الجديدة الطازجة، لعلنا نقدم ما فيه النفع والفائدة، ولنبدأ مع الأديب الروائي الكريم بعد الترحيب.


-أهلًا وسهلًا بك ضيفًا كريمًا..


س: بعد أن تكحلت عيوننا وعيون القراء بمشاهدة رواياتك الأربع في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 في ركن دار البشير، ماذا تقول كافتتاحية للحوار، بهذه المناسبة السعيدة وأنت ترى إنتاجاتك الأولى في أيدي القراء؟

ج: كما أنّ لصائم فرحتان، كذلك للكاتب فرحتان، فرحة عند إصدار كتابه، وفرحة عند لقاء ربه.


س: باكورة إنتاجاتك سلسلة روائية مهاجرون نحو الشرق، منهم أبطالها؟، وما أحب رواياتك لديك؟

ج: لكل رواية مذاق ونكهة، فوقت لاحتساء الشاي، ووقت لارتشاف القهوة، ووقت للإرتواء من الماء وقت العطش، وكذا كل رواية تنقل للقارئ عالمها الخاص بها، المهم أن يوفق القارئ لانتخاب الكتاب الذي يناسبه، لهذا نفصل في الحديث عن محتوى الروايات حتى لا يخيب توقع القارئ، ولاختصار الحديث نقسم الأبطال إلى مستشرقين،  ومقاومين، أما المستشرقون، فهم: الليدي استر استانهوب، والسير ريتشارد بيرتون، والمستشرق البريطاني جوزيف بيتس، والمستشرقة الألمانية أنّا ماري ميشل، والمستشرق ويليم مونتجومري وات، والمستشرقة كارن أرمسترنغ، أما المقاومون فهم: الأمير عبدالقادر الجزائري، والشيخ ماء العينين، والشيخ أحمد الهيبة، ولالة فاطمة نسومر.

والقديسة جان دارك، وهناك شخصيات أخرى كالشاب الجزائري جلال الفارس، وسواه. 


س: الملاحظ في رواياتك أنك تميل إلى سرد الروايات المركبة، فلماذا اخترت هذا المنحنى؟، وهل هي سمة دائمة في كتاباتك؟

ج: الحياة بطبيعتها مركبة، والفصول على أربعة أشكال، فلماذا يُشكل الله لنا الأيام؟، طبيعة القراء يملون من الغرق في بحر واحد، والتنويع يكسر الرتابة، كما أنّ المسارات المتنوعة تضيف ما لا يضيفه المسار الأحادي، وليس هذه صفة دائمة لرواياتنا، إلا أننا لا نقبل الرتابة التي تسبب الملل للقارئ، وأرى أن الكتّاب هم السبب الأساس في عزوف الناس عن القراءة، وعليه أدعو أصدقاءنا الكتّاب وأنا منهم أن نطور أدواتنا الكتابية لاستقطاب القراء لبلوغ الصفحة الأخيرة.


س: كسبت جائزة في الأدب، وبعد عام أصدرت مؤلفاتك الروائية، أي الفرحتين أكبر بالنسبة لك: حصد جائزة؟، أم إنتاج كتاب؟

ج: السؤال غير دقيق، فالجوائز على مراتب، والكتب على مستويات، لنصحح السؤال: إذا تساوت قيمة جائزة وقيمة كتاب، أي الخيارين ترجح؟، بالطبع أرجح الكتاب، الجوائز فقاعة فرحة يتناقص أثرها مع الأيام، بينما الكتاب تظل فائدته لكل الإجيال، ولهذا حتى إذا أغلقت الجوائز أبوابها، فإن دكان المؤلفين لن يتوقف، فالأساس هو الكتاب والجائزة ظل ينكمش تدريجيًا، ولا يعني أنه لا قيمة لها أو مرفوضة.


س: هل تعتقد أن باكورة إنتاجاتك نجحت أم لا؟ 

ج: من المبكر الإجابة عن هذا السؤال، فالقراء يحتاجون لمزيد من الوقت، 

وهذا حقهم، فليس أمامهم كتاب واحد فقط، بل العديد من الكتب، وقد تسبق قراءة كتبنا العشرات من الكتب الجيدة التي تستحق القراءة، وربما لا يسعف الوقت الجميع للمطالعة في هذا العام، ومن خلال متابعة يحتاج الكتاب أحيانًا لبضع سنين حتى يقرأ، ومن الجيد الإشارة إلى صعوبة تحصيل الكتاب، لأسباب كثيرة، منها الحالة الاقتصادية، والأسعار التي ليست في متناول الجميع، رغم وجود خصومات تصل إلى ٤٠٪؜، و٥٠٪؜، وربما أكثر، وهي فرصة ذهبية لا تتاح دائمًا إلا في مناسبات خاصة، ثم أنّ للناس ميولات وتوجهات، فهناك من لا تستهويه الكتب الروائية، وعليه لا يحكم على الرواية إلا من قرأها وأدرك حجم الجهد الذي بذل فيها.


س: ألا ترى أن الروايات من الكتب المترفة التي تقرأ للتسلية؟

ج: كلنا نحتاج للتسلية، فالحياة مرّة، ونحتاج لقراءة الطرائف، فالتسالي ليست من الكماليات كما يتوقع البعض، وقد ورد: "أن النفوس تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم"، فالرواية أحيانًا تكون علاجًا نفسيًّا، ومن الغريب أن أحد أصدقائنا انتقدني على تأليف الروايات، فلما عدلت للكتابة في مجالات أخرى، وثب لقراءة الروايات المطولة، ثم تعجبت أنه بدأ مشروعه الروائي، ليس دائمًا الرواية كتاب مترف، البعض يقرأ روايات معطوبة أو تجربة أولية فيحكم على جميع الروايات بالنموذج المجتزأ، وهذا اجحاف، الترويح عن النفس ساعة بعد ساعة، أمر مطلوب، فأنا شخصيًّا إذا تعبت من قراءة كتاب رصين، انتقلت لكتاب آخر، على هيئة المفرحات، ثم أنّ هناك من الروايات ما يفوق العديد من الكتب إن أنصفح الحكم.


س: لماذا تقلصت كتاباتكم في الصحف وقلت مشاركاتكم المقالية في الآونة الأخيرة؟ 

ج: لم تتقلص بل تظافرت، إنما اختلف التصنيف، فتارة تنشر لنا حوارات متعددة، وتارة تخرج عنا تغطيات أدبية، وأخرى أخبار عن آخر انتاجاتنا، وهذا يدعم الثقافة ويروج لاقتناء الكتب، وهو امتياز لا نقدح عليه، وبلاشك أن كتابة المقال أسهل من انتاج كتاب، واتجاهنا نحو التأليف مرهق، ويحتاج لجهد ووقت وصبر.


س: ألا ترى تقصيرًا من قبلكم أنتم الكتّاب في الكتابة لفئة الأطفال؟

ج: الكتابة للأطفال صعبة، وليس كل واحد يجيدها، ولهذا نحتاج أن ندعم هذا الأدب، وندعم الكتّاب لهذا الصنف، ورغم أني واحد من كتّاب أدب الطفل، إلا أني أعترف بهذا التقصير، وكلنا نتحمل قسط من هذا العتب، ولا أتوقع أنّ إنشغالي بالتأليف في مجالات أخرى، يعفيني من هذا الإنسحاب، وهو حق اعتذر للأصدقاء الصغار، لعدم ملئه بما هو حق لهم، ونأمل أن نوفق لسد هذه الثغرة. 


س: ذكرت أنك واحد من كتّاب أدب الطفل، حدثنا عن مشاريعك الكتابية المخصصة للأطفال؟

ج: في بدايتي المهنية كنت أدرس المرحلة الإبتدائية ثم الإعدادية، فلما كنت أحكي للطلاب بعض الحكايا، أدرك أنشدادهم، وهذا ما دفعني للكتابة في هذا الاتجاه، وقد وفقت لكتابة بعض الأعمال للأطفال، آخرها مجموعة قصصية كاملة قدمت لجائزة عبد الحميد شومان تستهدف الفئة العمريّة من 10-14 سنة، كما أنه لدينا رغبة في كتابة الكتب التربوية للتعامل مع الصغار، وهذا ما لم يفسحه لنا الوقت حتى اللحظة، أظن أن لنا تجربة جيدة في التعامل مع الصغار، ونظن أنّ القارئ سيستفيد منها، من باب التثاقف التربوي وتبادل الخبرات. 



#رواية_البردة

#كرائمُ_الطيب

#رائحة_العندليب

#شذا_الحبيب

#عبدالعزيز_آل_زايد

#إصدارات_دار_البشير_٢٠٢١

#كتب #كتاب #كتاب_جديد #كتب_عربية #إصدارات_جديدة


الأحد، 18 يوليو 2021

أنا سعودي من ديار الحرمين




وأخيرًا ظهرت باكورة انتاجاتنا، وهي الحزمة الأولى من الأدب، ولن نقتصر بعونه تعالى على هذه الزاوية الضيقة رغم اتساعها، وكثيرًا ما سئلت عن ردود الفعل تجاه ما قدمناه، رغم أن رغبتي أن تخرج للنور رواية (الأمل الأبيض) أولًا، إلا أن الأقدار شاءت أن نتبارك برواية نبوية وهي (البردة)، التي خاصمني حولها العديد من المعلقين، باعتبارها تتحدث عن قصيدة تغرق بالغلو والشركيات على حد الوصف، فكنت أرد على بعضهم مازحًا: "لماذا لا تشفرون القصيدة، وتلتذون بما لذ وطاب منها؟"، امتدت الاعتراضات مستغربة: هل يعقل كاتب سعودي يتحدث عن تاريخ الجزائر؟، لا أدري لماذا هذا الاستغراب؟، والمملكة عاصمة الإسلام ومهوى أفئدة العرب، وأذرعها ممتدة بالسخاء لكل الأقطار، أعتقد أنّ الغرابة أن لا يكتب السعوديون في تاريخ دول الجوار، أنا أرى السعودية أم وما حولها أبناء؟، يكفيها فخرًا أنها تحتضن قبر النبي ومسجده الطاهر، وفيها قبلة المسلمين وبيت الله العتيق.

البعض أقحم الكتب الروائية الأربعة انتقادات سياسية لا ناقة لنا بها ولا جمل، فقط لكون الكاتب سعوديًا باحثين عن ثغرة ينفسون فيها لواعج النفوس، والمضحك أني شتمت نكاية بدولة الإمارات الشقيقة التي لا صلة لي بها؛ فقط لكوني أحمل اسم (آل زايد)، تكرر اللغط حول أني إماراتي أنتمي للأسرة الحاكمة بالإمارات، فأهتف في الجميع: "أنا سعودي من ديار الحرمين"، لأصحوا باكرًا على ذات الشنشنة!!

ولأني أحمل الإيجابية بطبيعتي، سأختم بنصف الكأس المملؤ، فلقد تلقيت آلاف التباريك والتهاني والإعجابات على صدور رواياتي من كل دول العالم العربي، وهذا ما رفع معنوياتي لأقصى حد، ووضعني في مسؤولية ضخمة، وأنا بدوري أشكر كل من شجعنا وبارك لنا هذا الإشهار، فهذه الكتب نزفها للقراء الكرام ولمكتبات العالم العربي، وأذكر أنني تحدثت فيها عن جملة من رموز أمتنا العربية والإسلامية، وهم: (الإمام البوصيري، والأمير عبدالقادر الجزائري، والشيخ ماء العينين، وابنه الشيخ أحمد الهيبة، ولالة فاطمة نسومر)، ظلت هذه الأسماء غائبة عن عقول أمتنا لا سيما عقول الشباب، ومن خلال هذه الروايات المحببة سيندفع الشباب بعونه تعالى
للاستزادة، وفي الختام نأمل أن نقدم شيئًا مميزًا في الأيام المقبلة، وما التوفيق إلا بالله.