الخميس، 24 فبراير 2022

فن التحليق نحو النجاح




هناك من يلعق الآيسكريم، وهناك من يلعق الصبر ليبلغ الهدف، ولا ريب أنّ النجاح المنشود؛ يحتاج إلى سكة كسكة القطار، مثبة بإحكام ومصنوعة من فولاذ وملتفة بحكمة لتبلغ المقصد، للأسف هناك من يتمنى النجاح وما هو في حقيقة الأمر إلا خشبة في أمواج المحيط، تجرفه الإخفاقات من فشل إلى فشل أكثر غورًا وأشد ألمًا.


فهل للنجاح ضريبة؟، بلاشك هناك فواتير عليك دفعها إن رمت تحقيق الأهداف، فهل أنت مستعد لدفع الثمن؟، ليس فخرًا أن تصل إلى ورقة مالية وضعت فوق نهاية لوح خشبي ضيق الاتساع ملقًا على الأرض، الفخر أن تمتلك هذه الورقة المالية من لوح مُعلّق على ارتفاع خمسين طابق، لماذا نخاف خوض المغامرات؟، حتى حين تعلم أنك ستنجح في صفقة مربحة يضطرب قلبك وأنت تدفع رأس مالك، إنها الخطورة وضريبة الثراء! 


قد يتعجب البعض حين ننصحه بتجربة الوقوع في الخطأ، الفشل لا يعني نهاية الطريق، فالأطفال يسقطون ويتعلمون من سقوطهم مهارة الركض بطريقة صحيحة، لهذا ننصح بخوض التجارب  الجديدة، فإن أخطأت فإنك ربحت التجربة وتعلمت من الفشل، هناك محامد في التجارب المخفقة، منها أنك أضفت لرصيد تجاربك جوهرة، وربما كانت هذه التجربة فاتحة النجاح الذي لن تبلغه لولاها، فلماذا نخاف خوض التجارب؟، عليه نقول: أخطأ في طريقك فهذا غير مهم، المهم أن تصل إلى هدفك في اللحظة المناسبة، فأغلب خطوط الطيران تسير في طرق خاطئة ولكنها تصل في الميعاد المرسوم له تمامًا، فتعلم من الطائرات فن التحليق ثم انطلق. 


السبت، 12 فبراير 2022

الأحلام وطبق الهريس!!




فاجأني هذا النهار صحن هريس، في تغريدة منمقة لأحدهم، ذيلها بقوله: "اللهم تقبل منا!!"، لا أدري هل القبول لكونه صائمًا؟، أم لكون التقوي على العبادة عبادة؟، ولأني أعرف العديد من أسرار وفوائد الهريس، تذكرت على الفور رؤياي وأني مكتنز العضلات قوي البدن بمقدوري أن ألكم المصارع فأصرعه أرضًا، كضربة نبي الله موسى  (عليه السلام) حين فتك بالرجل القبطي، تذكرت السرور الذي انتابني عند استيقاظي وساورتني الرغبة أن ألتحق بالصالات الرياضية ليتحقق لي حلم نماء العضلات، وهي أمنية لا أزال أذكر أني طلبتها من ربّ العالمين في ليلة القدر أيام طفولتي الجميلة. 

نعود للرؤيا ثم للهريس، تساءلت في نفسي لكوني الحاذق الحريف، هل ستتحقق أمنية الطفولة؟، وامتلاك جسد محمد علي كلاي، والجهابذة الجدد الذين لم يتسنى لي حفظ أسمائهم بعد؟!، قلت في نفسي: ولما لا؟، فليس ذلك على الله بعزيز، لكني وثبت بغية طرق باب العلامة ابن سيرين الذي لا يزال يوسف زمانه في تعبير الرؤيا، طالعت عدة تفسيرات حيث تراءى لي أنّ العضلات في الرؤيا دليل على هزيمة الخصوم والثقة بالنفس، فأدركت أن العضلات المادية الجسدية ما هي إلا رمز لتملك العضلات المعنوية، هنا تبخرت أحلام الطفولة، في تملك جسم أبطال كمال الأجسام، فعتبت على مفسري الأحلام، لماذا يهشمون أحلام طفولتي؟، وتساءلت: لماذا لا يمتلك أصحاب الثقافة والكتّاب أجسامًا مكتنزة متفتقة تسحر العيون والألباب؟!

ألقيت بأقوال المعبرين بحرًا، وتأملت طبق الهريس، وقلت: لا أظن أن أصحاب ابن سيرين صدقوا فيما يعبرون، وإني أرى أنّ رؤياي ستنطبق كما انطبقت رؤيا يوسف (عليه السلام)، ولكن ليس في إضاعة الوقت في ممارسة الرياضات القاسية، إنما في التهام وجبة الهريس! 

#عبدالعزيز_آل_زايد

الأحد، 6 فبراير 2022

احذروا ثعابين الحياة

 



ثلاثة تساؤلات ترتبطن بثلاث كلمات، هن: (التاريخ، والكتب، والمحاورات)، فيا ترى لماذا نرى الكثيرين يؤكدون على دراسة التاريخ؟، وقراءة الكتب؟، ومحاورة الآخرين؟، البعض منا يعيش في جزيرة منعزلة بمقاطعته العناصر الثلاث، وكأنه ولد من شجرة مقطوعة، فالحياة التي ضرب بها مثل الحيّة والثعبان، تحتاج إلى دراية وتأمل ما دمنا فيها.


فمن يقرأ التاريخ يرى كيف تتبدل أحوال الأيام؟، فالملوك يغدون عبيدًا، والعبيد يمسون ملوكًا، ومن يقرأ في كتب العلماء يرى كيف أن خلاصات التجارب سيقت له في مخطوطة كتاب يتناوله بين راحتيه، فلن يعرف الواحد فينا ما يحتويه الكتاب النفيس إذا ظل معلقًا فوق الرف يعلوه الغبار، فكم من كتاب حوى الكثير من الجواهر والعلاجات لمشاكل حياتنا؟، لكننا حرمنا من المعرفة لعزوفنا عن المطالعة والتنقيب، فإذا عرفنا أن لكل مشكلة حل، وأن لكل داء دواء، فإن الكتب صيدليات مغلقة لا يرتادها إلا القرّاء.


أما المحاورة فهي تأتي لمناقشة ما توصلنا إليه من أفكار، فقد نضل الطريق لفهم خاطئ أو تصور مغلوط، وبالمحاورات تتضح الزلات، لهذا اعتمد القرآن على سلك طريق المحاورة في كثير من أقاصيصه، كمحاورة إبراهيم والنمرود، ومحاورة فرعون وموسى وسواها، الخلاصة أن التغلب على ثعابين الحياة يحتاج لعدة عقول، وعقل واحد لا يكفي، فإذا تيقنا أن العقل جوهرة، فإننا سنمتلك العديد من الجواهر إذا جمعنا عقول الآخرين إلى عقولنا، وترب من سعى بما انتفع . 


#عبدالعزيز_آل_زايد

الجمعة، 4 فبراير 2022

وسوسة إبليس

 مائدة سردية وميعاد مع إبليس 



كتاب | وسوسة إبليس 

قصص متخيلة عن الشيطان 

تأليف | عبدالعزيز آل زايد 

الناشر | دار الظاهرية للنشر والتوزيع

متابعة | صحيفة جهينة الإخبارية


أول مجموعة قصصية للأديب عبد العزيز آل زايد، يتحدث فيها عن «إبليس الرجيم»، ذلك الكائن العجيب المخلوق من نار، الذي حير الكثير من البشر. الشيطان اللعين هو العدو الأول لذرية آدم، والذي يقول فيه تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

14 قصة قصيرة مشوقة تقع في 115 صفحة، يهديها الكاتب: ”إلى المعذَبين من وساوس إبليس، إلى المهمومين من كيد الشيطان، إلى كل من لدغته عقارب الشر، وأيقن أنّ في السّماء رحمة“.


في كتاب آل زايد «وسوسة إبليس»، يقول على لسان الشيطان:… "إن لي في هذا الشهر سواقي وجنود، ولا يعزب عني شيء”، أمسكه من تلابيبه وقال له وكاد أن يخنقه:"إني أنا الشيطان المارد، إني أنا الشيطان الرجيم الذي رفض الأوامر وتجبر، وإن لي أتباعًا وجنودًا من الجنّ والإنس".


بعد إنتاج عدة روايات يقدم الروائي الأديب آل زايد أول كتاب قصصي لعشاق «ق. ج» القصص القصيرة، وهو عبارة عن مائدة سردية وميعاد مع إبليس، عنوانها الفرعي: ”قصص متخيلة عن الشيطان“، مما جاء في الكتاب، حديث الشيطان مع شخص طلب منه عنوانه، فصرح له عن سر من أسراره فقال: "هل تريد عنواني؟ ”، قالها مبتسمًا، ثم أعقب:“إبليس ليس له دار ولا عنوان، فهو يتنقل بين البيوت والدور، وليس لديه وقت لينام، ولكن لا عليك فأنت هدف من أهدافي، وسنتقابل قريبًا…”.


كتاب «وسوسة إبليس»، من إصدارات عام 2021 لدار نشر كويتية شهيرة، هي: دار الظاهرية للنشر والتوزيع، جميع قصص الكتاب تنصب في هذا المخلوق الغيبي الذي أطلق عليه القرآن اسم «الشيطان»، للشيطنة التي تسري فيه، يقول آل زايد في واحدة من قصص الكتاب: هناك ضحك الشيطان والدخان يخرج من فمه ومنخريه بطريقة عجيبة، ثم أخذ في السعال، وقال بعد أن مسح دمعة سقطت من عينه من فرط الضحك:“مسكين أنت يا ابن آدم، تظن الشيطان بلا عقل ولا دراية”، وقف الشيطان على قدميه وبدى له طويلًا مهابًا وبصورة غاضبة وكاد أن يكسر الغليون في راحته وقال وهو يشير إليه بإصبعه القبيحة…".


الكثير من القصص عن الشيطان رواها لنا القرآن، والأحاديث النبوية، بينما هذا الكتاب يأتي بما لم يؤتَ من قبل، الكتاب هو «الطبعة الأولى»، يستقي من الآيات والروايات بعض ملامح الشيطان وصفاته، ثم يبني شخصيته في قصص متخيلة تتحرك وتسير في الواقع، جاء في بعض صفحات الكتاب هذه المحاورة: "ولكنك عدوي وعدو بني آدم، والقرآن يحثنا على معاداتك”، تبسم له الشيطان ورد عليه قائلًا:“وهل قال لك القرآن أحرق أوراق الامتحان؟، إنني امتحان لك ولأبيك آدم من قبلك ولكل ذريته، وإلا لكان الامتحان سهلًا ودخل النّاس الجنّة بالمجان، ومحال أن يخدع البشر ربّ العالمين، فلن يدخل الجنّة إلا أهل الصّلاح، ولن يكشف أمرهم إلا بامتحان صارم ينخل الجميع دون استثناء بما فيهم أنت، والآن انهض من فراشك فقد حان وقت الصلاة”.


على الرغم من أن الكتاب أدبي قصصي تخيلي، إلا أنه بذات النفس الديني، الذي يقتبس من قوله: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾، وقوله متحديًا: ﴿لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ﴾، في إشهار صريح، الكتاب يجعلنا نستحضر هذه المعركة وهذا العدو اللدود الذي يغيب عنها أحيانًا، فنقع في شراكه، وهو لا يزال منا يضحك.


المصدر: جهينة الإخبارية

‏https://juhaina.in/?act=artc&id=87580


#وسوسة_إبليس

#عبدالعزيز_آل_زايد

#دار_الظاهرية

#اقتباسات_دار_الظاهرية

#إصدارات_دار_الظاهرية