كتاب أبي لا تضربني، يتناول الكاتب عبدالعزيز آل زايد بعين المربي وقلب الأب جملةً من القضايا التربوية الحساسة التي تشغل واقع الأسرة العربية، مسلطًا الضوء على أبرز مشكلات الطفولة وسلوكياتها، وكيفية معالجتها برفق وحكمة.
يأتي هذا العمل التربوي ليؤكد أن التربية ليست مقام قسوة وسطوة، بل ساحة رحمة وعقلانية، ينهل فيها الأب من معين الرفق والاعتدال. ينطلق الكاتب من تأملاته الذاتية وعلاقته بأبنائه، داعيًا الآباء إلى مراجعة ذواتهم أولًا، والغوص في ذاكرتهم الشخصية لاستحضار تجارب طفولتهم، قبل أن يحكموا على تصرفات أبنائهم أو يقسوا في معالجتها.
يرفض المؤلف بشجاعة خطاب العنف التربوي، سواء أكان لفظيًا أو جسديًا، مستنكرًا أن يتحول البيت إلى ساحة قهر بدل أن يكون مأوى أمان. وفي مقابل ذلك، يستدعي نماذج مشرقة من السيرة النبوية وقصص الأنبياء، حيث الحكمة واللطف والاحتواء ركن أصيل في التعامل مع الأبناء.
الكتاب يقدم باقات تربوية ثرية، تشكّل خطوات عملية نحو تربية أكثر وعيًا وإنسانية، بعيدًا عن منطق السيطرة وموروث العنف الممنهج، متيحًا للأب والأم سُبلًا لفهم سلوكيات الطفل، وطرق معالجتها بالحكمة والمودة.
بأسلوبه السلس وحججه المتينة، يصوغ عبدالعزيز آل زايد نصًا تربويًا معاصرًا يستحق القراءة، ليس للآباء فحسب، بل لكل من يعنيه أمر الطفولة ويرجو بناء جيل سليم النفس، متزن العاطفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق