كتاب لا تذبحوا الإوزة، في هذا العمل يجمع الأديب السعودي عبدالعزيز آل زايد طائفة من المقالات القصيرة، المنتقاة بعناية من محبرة أيامه وأزمنة تأملاته. يشير العنوان المغاير إلى رمزية دفينة، كأن الكاتب يناشد القارئ ألّا يعجّل بوأد لحظات الإلهام قبل أن تضع بيضتها الذهبية، ولا يقتل فكرة في مهدها قبل أن تبسط جناحيها.
في مقدمة تحمل عنوان من فيض المخبرة، يصف الكاتب تلك اللحظات الاستثنائية التي ينثال فيها الحبر وكأنّه وحي داخلي، فتولد الكلمات مطرّزة بدهشة صاحبها قبل قارئها. هذه المقالات وُلدت من مساحات صغيرة سُرقت من زحام الأيام، وشيّدت بهدوء على مدار الشهور، حتى استوت على سوقها لتخرج استجابة لصديقٍ صدوق ألحّ أن ترى هذه المدونات النور.
يتقصّد الكاتب أن تكون مقالاته مقتضبة، مراعية لزمن ضاقت فيه أوقات القراءة. لذا جاءت نصوصه كـكبسولات فكرية سريعة، تحمل بين سطورها تنويعات من الحكمة والتأمل، كألوان الزهر المتباينة في بستان واحد. يشبّه الكاتب كل مقالة بزهرة لها رائحتها الخاصة وطعمها المتفرد، تفتح شهية القارئ للمزيد من مسامرات الحبر.
لا تذبحوا الإوزة هو كتاب لمحبي النصوص المكثفة ذات الوقع البليغ، ورسالة من مؤلفه إلى القارئ بأن يحتفي بما تمنحه الكتابة من ومضات نورانية لا تعوض، وألا يعجل بذبح أفكار الأمس قبل أن تمنحه بيضتها الذهبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق