زوارق مليئة بالزهور .. أبعثها إليك يا
أمي .. وكلي أمل إن تصل إليك .. دفعتها نحوك ببسم الله .. شراعها التوكل عليه .. وحشوتها
بما مكنني ربي من صالح الأعمال .. هذه الشموع المتلألئة على متنه المشع بالضياء يدفعني
إلى التفاؤل .. يرتد إلي طرفي خجلا وأنا أبعث لك ضياءً ونوراَ .. وأنت النور الذي به
أحيى والضياء الذي عليه أموت ..
أماه .. إن لفقدك مرارة وألما .. وأنا أخطو
ما تبقى لي من أيام.. وعكاز أربعينك يمر عليّ برياح الذكريات.. أتذكر ابتسامتك كلما
شاهت ثغر زهرة باسمة.. أتذكر عبيرك كلما شممت أريج ياسمينة حالمة .. أتذكر عطاءك كلما
اغترفت من معين صافٍ يلتذ به الشارب.. أنت الغيث الذي فقده قلبي، فأضحى صحراءً جرداء
لا نبع فيها ولا كلى .. لذا حق لي إن أعقد في أعماق ضميري مآتم الذكرى الأليمة كلما
وقفت على باب حجرتك الشاحبة !، أعقد مجلس عزائك كلما مررت على قبرك المورق بالزهور
اليافعة..
الأم ليست مدرسة وحسب، الأم هي الحياة
.. الحياة بكاملها، فمن فقد مثلما فقدت فقد فقد كل حياته، أماه لك مذاقك الذي لا يقارن
بطعم الشهد والعسل.. إلا أننا في حزن من رحيلك يا أمي.. وعلى أديم ضريحك يحلو لي أن
اسكب الدموع وأتلو على قبرك الفاتحة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق