وانسلختْ ليالي الخير ، بعد أن نهلنا منها
كلاً وفق هواه وذائقته ، ولكن ما هو الجديد الذي كسبناه لنواجه به أيام العيد وما بعده؟!
، البعض استهدف التقوى ليملأ بها خزانته الروحية والوجدانية ، والبعض جعل من المعارف
والعلوم هدفاً ومضرباً لسهام غاياته ، والبعض حملته النقاشات والحوارات لتوسع رصيد
مداركه ، البعض احتضن كتباً ليحلق بها ومعها نحو فسيح السماوات .
ما أجمل أن نضع منصة نتبادل فيها مكتسباتنا
، وأبرز المفاهيم والأفكار التي تحصلنا عليها خلال ثلاثين يوماً ، والبداية مني فلتكن
:
* المكسب الأول :
يرى (جون كوتر) - أستاذ إدارة الأعمال في
هارفارد- أن التغيير يحتاج لثمان مربعات ، منها : الشعور بالحاجة للتغيير ، وبناء التحالفات
لقيادة ذلك التغيير المنشود ، فكلنا بصدق نشعر بالضجر والملل لهذا ندرك جيداً حاجتنا
لتقليب الظروف وهجر القديم المتعتق، لهذا نمتلك المربع الأول ، فلماذا لا نتحرك نحو
عقد صفقات التحالف ؟! ، لننشئ مؤسسة تكفل لنا تحقق هدف التغيير المنشود ، وبها سنبلغ
الغاية . ( التغيير للأفضل ) ..
* المكسب الثاني :
في برنامج الليوان أعجبني محاورها (عبدالله
المديفر ) واسع الصدر والشكيمة مع محاوره ( منصور النقيدان ) الذي أخبره أنه أصبح من
غلاة المرجئة بعد أن كان من إخوان بريدة ، لم يرفضه ويشتمه حين أبلغه أنه لا يصلي
!!، فهو أبدل الصلاة بالتأمل والتفكر والمحبة ، ما أحوجنا أن نمتلك صدوراً كبيرة ،
أن نتفهم التنوع في إطار الوحدة ، فما أجمل اختلاف الزهور في الباقة العطرة ، فهل سنفسح
المجال للغير أن يتنفس معنا الهواء ، رغم أنه يخالف العرف والتقاليد والمجتمع وكل ما
هو سائد ؟! . (تقبل الآخر المختلف ) .
* المكسب الثالث :
قرأنا في القرآن المجيد أن الله (غفار)،
وهي صغية مبالغة تفيد كثرة المغفرة ، فهل نتصف بهذا الجمال الخلقي الرفيع ؟! ، هل يعفو
سيد الموقف حينما يملك ناصية الأمر ؟ ، كثيراً ما أرى مثل هذا الخلق لدى الآباء والأمهات
والمعلمين وتطول المسميات ، يكفي أن القدوة هو النبي الخاتم قد صفح عن قريش، (فبهداهم
اقتده) يأمرنا الذكر ، من جرب لذة المغفرة سيدرك أنها ضرورة حياتية ينبغي أن تكرس
. ( تجديد الصفحات البيضاء ) .
* المكسب الرابع :
هل شعر أحدنا أن حياة واحدة لا تكفي؟!،
هل ضاق بنا الزمن ذات يوم فلم نملك وقتاً للقراءة ؛ فأخذنا الكتاب معنا لمائدة الطعام
، لا نعجب حين نشاهد بعض الأمم وضعت مكتبة في المخلاة (دار الخلاء)، أو أمسكت الصحيفة
وهي تسير ، وتناولت الكتاب في كل وقت حتى قبل الخلود للنوم ، ماذا نسمي هذه الحالة
؟! ، وهل ممكن أن تمسنا هذه العادة الطيبة ؟! ، نتمنى أن نرتشف من الغير جواهر السلوك
، حتى نتقدم باقتفاء الأثر . ( النهم المتجدد نحو المعرفة ) .
* المكسب الخامس :
في أحلام العاجزين يقطن المستحيل، ولهذا
علينا أن نعيش الصمم حينما نسمع عبارات المثبطين ، ولنا في الضفدعة الصماء خير مثل
للخروج من البئر ، بل منها نتعلم أن نعكس كلمات التثبيط للتشجيع والتحفز ، حينها سنقتحم
المستحيلات ونحقق الانتصارات ، فلا مستحيل على الشمس ، ولا مستحيل على الجسور ، فهل
سنلقي بالعقبات وراءً ونحتضن النجاح ؟! . ( لا لكلمة مستحيل ) .
* المكسب السادس :
كثيراً ما نجرب مجموعة المفاتيح ، فنراها
لا تفتح ، ثم يأتي المفتاح الأخير فيكون فيه علاج الباب ، كثير منا ييأس ؛ واليأس جريمة
علينا أن نتوقاها ، فكم من نفق نهايته الضياء والنور ؟! ، أليس أصل الشجرة بذرة ؟!
، إذاً هناك حل فبداية الغيث قطرة ، لو أعطيت وردة متفتحة فلا تنظر للشوكة ، بل تأمل
تلك البتلات الزاهية التي تعبق بالشذى والأريج ، لو أظلم عليك الليل فهناك فجر ضاحك
، لو قست قبضة الشتاء لابد من فصل الربيع ، فلماذا يتحكم فينا اليأس ؟! . ( المزيد
من جرعات الأمل ) .
http://www.umalhamam.net/?act=artc&id=11965
http://www.umalhamam.net/?act=artc&id=11965
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق