الخميس، 30 يونيو 2022
كن من السائرين على الدرب
الجمعة، 24 يونيو 2022
لا تنظر للأعلى.. فأنت بخير
لماذا ننظر من نوافذنا إلى قمم الجبال؟ لماذا أعناقنا تشرئب نحو المُحَال؟، لماذا ننظر بعيون الغيرة لمن أمدهم الله بالمال؟، الفقير يتمنى العثور على المصباح الذي ينقله بطرفة عين إلى بساط الثراء، يرى ثوبه العتيق الخَلِق، ويرمق مائدته البسيطة المتواضعة فيطمع ثم يطمع ثم يطمع، ويقول: "لو أن الله يبسط عليّ رزقه، كالملك الفلاني والوزير العلّاني والمشهور فلتاني"، وتطول قائمة التمنيات المسبوقة بليت وأخواتها وبنات عمها، ويغفل أنّ الله لم يضع هذه الدار للإقامة، كما يغفل عن فقد أمواته الراحلين، وأنه إليهم صائر بعد انقضاء الوقت وفراغ قاعة الامتحان، هذه الشنشنة التي يدندن بها الفقير ليل نهار قد سمعها الله منذ زمن بعيد ويعلم بها قبل أن تكون كيف ستكون؟، حتى أنه قيد هذه الأقوال عينها في كتابه المجيد بقوله تبارك وتعالى: (قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا يَٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِىَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍۢ)، لماذا نغفل عن قارون الزمن البائد؟، ومصيره الذي يقول فيه تبارك اسمه: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ).
يعاد الشريط فيتمنى فقير اليوم ما في يد قارون هذا الزمان، فتعيد الآيات نفسها لتكبح التمادي: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ)، (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا).
الإنسان هو الإنسان لو أعطي جبلًا من ذهب لطمع أن يكون له جبل آخر، ولا يسد عين ابن آدم إلا التراب، لماذا ننظر إلى نصف الكأس الفارغ ونغفل عن النصف الآخر؟، العجيب أنّ الملك والوزير والمشهور ينظرون من عليائهم إلى عامة الشعب ويتمنون ما منحهم الله، فيقولون: "لماذا ينام الفقير دون كوابيس؟، لماذا لا يصاب البؤساء بالأمراض؟، لماذا يحرمني الله من الأبناء؟، وإذا منحنا الذرية كانوا غير أصحاء"، هناك مصائب لكل شخص، حتى الغني الوافر لديه ما يُؤرّقه، فكم من غني لا يجد لمرضه علاجًا؟، وكم من مُتْرفٍ يتمنى أن يعيش كالفقراء لِهَمٍّ أصابه؟
المنصف وحده الذي يقر بالصواب، فأيهما أفضل أن ننام فوق الحصير ونصحوا بعافية؟، أم نرقد فوق الوثير ولا تطرف عيوننا بالنوم من شدة الإعياء والألم؟، الصحة خير من المال، السلامة أفضل من الدينار والدرهم، صدقوا معاشر القرّاء نحن بخير، وهناك من يتمنى المقايضة معنا أن نأخذ كامل ثروته ويخذ منا نعمة واحدة فقط وهي نعمة البصر.
الخميس، 16 يونيو 2022
لا تذبحوا الإوزة !!
الآن تواجهني مشكلة مستعصية، ولكوني عجزت عن حلها قررت أن أدعها وأن أحمل القلم لأكتب شيئًا مفيدًا، ربما أعود فيما بعد لحل مشكلتي، لا تذبحوا الإوزة، هي الحكمة التي استخلصها من قصة ذلك الأحمق الذي كان يجني البيض الذهبي كل يوم من إوزته، لكن الطمع قاده لحمل السكين ليفري أوداج الإوزة المسكينة، وبالفعل فعل وبالفعل قتل الإوزة ولم يجنِ الذهب، هذا ما نفعله مع أبنائنا، نطمع منهم أن يقدموا لنا سلة الذهب دفعة واحدة فنقتلهم كما قتل الأحمق إوزته، كلنا نعاني من تربية الأبناء، لكن الحقيقة المرة هي أن الأبناء هم من يعانون منا لكوننا لا نحسن التربية، فالآباء لا يفكرون إلا في النتائج والسطو على البيض الذهبي!
لا تسخطوا مني معاشر الأمهات والآباء، فلقد قررت اليوم أن أنصف الأبناء من أمهاتهم وآبائهم، دعونا نعود لأيام طفولتنا للحظة، هل نقبل أن يصرخ الآباء والأمهات في وجوهنا؟، فلماذا نصرخ؟، هل نقبل للكبار بإخافتنا بحمل العصا وضربنا؟، فلماذا نرهب ونضرب؟، المسألة بسيطة هي أن المشكلة فينا نحن الآباء والمربون، ببداهة نحن لا نحسن التربية، فلماذا لا نعترف بالتقصير؟، بالنيابة عن كل طفل وطفلة، أقول: أيها المربون لا تحملوا العصا، أيها الآباء والأمهات أوقفوا الصراخ في البيوت، أيها المربون تعلموا فنون التربية، فنحن جواهر وأنتم الحدادون!
لماذا نستعجل قطف الثمر قبل النضج؟، لماذا نعشق أكل الحصرم؟، الفراشة لا تكون فراشة إلا بعد مخاض؛ فلماذا نبيد اليرقات؟، أضحكني أحد الزملاء حينما اخبرنا أنه استخدم مبيدًا حشريًّا لجسمه بعد الإستحمام ظانًا منه أنه مزيل عرق، كيف حدث ذلك؟، لتشابه العبوتين، إنه الخطأ المغفور له حينما يرتكبه الكبار، فلماذا لا نشفق على الصغار حينما يخطئون؟، لماذا نحلم باستلام قرطاس البيض في كبسة زر؟، إننا لا نجد إلا أمعاء خاوية حينما نذبح الإوزة، والسليم أن نرعى الإوزة البياضة بدلًا من سلخها، فلماذا نسلخ الأبناء لمجرد خطأ؟، ألم نخطأ في إغلاق أزرار أقمصتنا؟!، ألم نخطأ في التفتيش عن مفاتيح السيارة وهي في أيدينا؟!، ألم نخطأ؟!، ثم نضج بالضحك بصوت عال، بينما لا نضحك ولا نبتسم حينما يخطأ الصغار، لماذا نرسم فوق جباهنا رقم (ألف ومائة وأحد عشر) ونمعن في التقطيب؟، لماذا
نكيل بمكيالين؟، هناك نضحك مِلْء الأفواه وهنا نزبد ونرعد، لا تذبحوا الإوزة، ولنقنع ببيضة الذهب، فلربما حقق الأبناء ما لم يحققه الآباء حينما نلقي السكين جانبًا، والتجربة خير برهان.
الأحد، 12 يونيو 2022
بدائع الشعراء
الأربعاء، 8 يونيو 2022
لحن الوجود
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
(( لحن الوجود ))
كتاب قصصي في حق الأمهات
تتوالى إبداعات الأديب والقاص السعودي آل زايد، ليقدم ثاني إصداراته القصصية، منتخبًا لها محورًا في غاية الأهمية حول حقوق الأمهات، كتاب:
لحن الوجود
قصص متخيلة عن الأم
(١٨) ثمانية عشر قصة قصيرة متخيلة في حق الأمهات يهديها الأديب آل زايد
إلى أمه الراحلة العزيزة على قلبه،
فيقول في إهدائه الشفيف النابض
بالوجد: "أُمِّيْ إليكِ أقدم الإهداء"،
طبعة فاخرة مشفوعة بالصور من إصدارات دار أروقة للدراسات والنشر، قصص تربوية اجتماعية تحكي جهود الأمهات ومعاناتهن في الحياة، تتناول مفردة البر، بطريقة ذكية مبطنة، لإيصال ما تكتويه الأمهات من أجل فلذات أكبادهن، قصص متخيلة تلامس واقع الأُسَر، وتقلابات الزمان على أفئدة الأمهات.
اقتباسات من الكتاب:-
"أجمل شيء في حياتي هو وجود أمي، أعرف أن العالم لا يدرك مدى قيمتها عندي، ولكني أعرف أن الآخرين سيفهمون قيمتها حين ينظرون إلى الأمور من خلال عيوني"، قالها هيثم في سره وهو يطوي ألبومات الصور التي لا يزال يحتفظ بها منذ أيام طفولته. وذات مرة من المرات رأى شرود أمه، ورأى القلق في عيونها حين اقتربت ليلة زفافه فقال هيثم في عمق أسراره: "فيما تفكر هذه الأم الحبيبة؟"، تساءل ثم أعقب في خلجاته: "أعلم أنها في غاية السعادة لأجلي، ولكني أرى في قلبها وعيونها حزنًا وألمًا لا يدركه غيري!!، فمما قلقها، وعلى ما تحزن؟"، بعد ترو وتمحيص عرف هيثم أو هكذا قاده تفكيره: "إنها تحبني، وأنا ابنها الأثير، ولا ريب أنها ستحن إليّ بعد زواجي"، قالها وهو يعتزم أمرًا في طيات نفسه.
التعريف بالمؤلف :
عبدالعزيز حسن آل زايد، كاتب وروائي سعودي، من مواليد مدينة الدمام في عام 1979م، حاصل على (جائزة الإبداع) في يوليو 2020م، من مؤسسة ناجي نعمان العالميّة في بيروت في دورتها الـ18، بروايته (الأمل الأبيض)، آل زايد يحمل درجة البكالوريوس من جامعة الملك فيصل، والدبلوم العالي من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل. روائي مهتم بالسّرديات التاريخيّة التخيليّة، ومؤلف شغوف بالكتابة، وهو يمارس مهنة التعليم في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، له الكثير من الكتابات على الصحف والمجلات الإلكترونية ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المتنوعة.
نبذة مختصرة عن دار أروقة:-
مؤسسة علمية رائدة في نشر أسفار الأدب والتاريخ والتراث وشتى ضروب الثقافة الأصيلة.
عنوان الدار:-
حي المدينة الرياضية - خلف المختار مول - مقابل نادي خريجي الجامعة الأردنية - شارع كامل عريقات - عمارة رقم 34 - الطابق الأول, عمان، الأردن.
#دار_أروقة
#لحن_الوجود
#عبدالعزيز_آل_زايد
#إصدارات_دار_أروقة
#اقتباسات_دار_أروقة
الثلاثاء، 7 يونيو 2022
الإنتاجات الكتابية بين الفردانية والجمعية
الخميس، 2 يونيو 2022
ثقافة مجانية لكل بيت
الثقافة ليست للمبصرين وحدهم، الثقافة ليست للأغنياء فقط، الثقافة للجميع، الثقافة في حياتنا كالملح للطعام وكالهواء للرئتين، فأين دور المثقفين؟، والمروجين للكتب؟، في العصور الماضية كانت حلقات العلم مفتوحة الأبواب مشرعة، تفسح أطواقها لتحتضن الجميع وبالمجان، لا للطبقية ولا للعنصرية ولا لثقافات الإقطاع، لم تكن النزعة حينها إشتراكية ماركسية بقدر ما كانت نية صادقة وحراك إنساني لرفع راية التثقيف للكل، فما هو دور المثقف أمام العزوف الثقافي؟
قد يعترض القائل بقوله: "لنثبت العرش قبل النقش"، منكرًا العزوف برمته، لكننا نقول غير متشائمين بالطبع، باحثين عن لغة الأرقام: "كم عدد الكتب التي يقرأها الفرد في المتوسط للدول العربية؟"، إذا أخذنا بنتائج مؤشر القراءة العربي للدكتور هاني تركي، فإن نصيب الدول العربية فقط 16 كتابًا في المتوسط في السنة الواحدة، فكم عدد القراء في المجتمعات؟، ولماذا العزوف؟
لا ريب أنّ الفقر أحد المسببات، فرغيف الخبز أولى من شراء كتاب، فمن أين ستحصل الأسر على الكتب والجوع ضارب في العمق جذوره؟، هل نعلم أن هناك الكثير من الأسر لا تحتوي على كتاب واحد فضلًا عن وجود مكتبة؟، فكيف سننعش الثقافة أمام هذا القحط؟، كنت أقول: "لايعدم ذو الفكر سوق الحيلة، فكيف إذا تلاحمت الأدمغة ورامت البلوغ؟"، لا ريب أنها ستمد القناطر وتضرب للغايات الجسور. وقبل ذلك نتساءل لنضع اليد على الجراح: هل فكر رب الأسرة المتمكن أن يُأثث مكتبة في بيته بإزاء الثلاجة؟، هل يهتم ذو الثراء بطعام العقل كما يهتم بطعام البطن؟، إنها الغفلة التي يجب أن نصعقها بصاعق الإلفات، إلا أنّ المرارة التي لا لبس فيها أن الكثير من الدول العربية لا تمتلك مقومات الحياة، فكيف نسهل لها امتلاك الكتاب؟
لا تخلوا مجتمعاتنا من مؤسسات تتبنى التثقيف غير المشروط، التثقيف المفتوح المصدر دون مقابل، التثقيف الذي ينعش الأجيال ويغير الأحوال، إن الدرهم الأبيض حين يصرف لدعم هذه الأبواب سيرسل على اليباب السحاب، أليس أول الغيث قطرة؟، فلماذا نستحي من إعطاء القليل والحرمان أقل؟، لا ريب أن في مجتمعاتنا مجاميع مشتتة تعشق هذا الهم، وتتمنى تآزر الأكف للطرق على إتاحة الكتاب مجانًا أو بمبلغ زهيد ولو في بعض المواسم، هل فكرنا بالدعم أو التأييد؟
وفي بارقة الختام نتساءل: لماذا لا تجتمع النفوذ لتشكل قوارب الإنقاذ؟، لن نتشاءم فهناك ثمة ضوء، لن نيأس فهناك خلف النفق ضياء، ووراء الليل صبح يقتحم الغسق. في الآونة الأخيرة انتشر الكتاب المجاني على الشبكات العنكبوتية، سواءً الإلكتروني أو الصوتي، وهي فكرة روجت للثقافة ودعمت تثقيف شرائح شبابية كبيرة، حتى أنّ عدد المتابعين قفز في شهر واحد لعشرات الآلاف من القرّاء، في بعض القنوات المجانية، إنه مؤشر إيجابي يعكس رغبة ملحة لمزاولة القراءة والنهل من الثقافة مفتوحة المصدر. نعم نعلم أن سوق الورق مرتفع، وقد يصعب تسهيل المتن الورقي كما نأمل، إلا أنّ السبيل الإلكتروني سيحرج المطابع ويغير أفق المعادلات، فالثقافة ليست مرهونة بالأوراق، إنما بإرادة شعب يرغب في كسر القيد ليعتنق الثقافة والحياة.