في عدة جولات متفرقة للبحث عن مجموعة من الروائيين العرب، أدهشني توحد مفزع في كون أن الخبر الأبرز الذي يعلو منصات الصحف هو خبر رحيل كاتب أو مؤلف أو روائي؟، بعض هؤلاء الكتّاب لم نسمع بهم ولم تخطر أسماءهم أمام مسرح العيون، فهل المشكلة في زائر الموت؟، أم في أمة قدست الأموات؟
هل في الآونة الأخيرة شهدت المنطقة العربية رحيل مجموعة من الأدباء المترجلين عن صهوة الحياة؟، أم أنّ الصحافة العربية صحافة تعشق أشرطة الحداد؟!، لماذا لم نسمع عن الراحلين إلا بعد وفاتهم؟، هل هو تقصير؟!، أم قصور؟، ليسمح لي الأصدقاء المتمترسين خلف الصحافة أن أقول: أننا أمة تعشق الأموات، بالتأكيد خبر الرحيل مفجع ومؤلم ويستحق الإشهار، لكنّ عتبي عن ذلك التقصير الذي يجعلنا لا نعرف قامة أدبية إلا حين تتوسد التراب؟، فليسمح لي زملاء القلم أن أقول: هناك تقصير لا قصور في تسليط الضوء على رواد الثقافة والأدباء المقيدين على قائمة الحياة، يكفينا اتخامًا لنجيب محفوظ ورفاقه، إننا نبتغي أغنية مطربة باسم أديب معاصر مغمور، سأصفق لك صديقي الصحفي المخلص حين تكشف لي عن ١٠٠ أديب معاصر بلغ التحليق.
لم تعقم أرحام الأمهات من انجاب الأدباء المحلقين، ولكننا نعشق حمل التوابيت ولبس البزة السوداء، رحم الله أمواتنا الأدباء، ونرجو أن نسمع بأسماء المبدعين الأحياء قبل رحيلهم، لنبارك لهم العطاء قبل أن نقرأ على أرواحهم الفاتحة.
#عبدالعزيز_آل_زايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق