الأربعاء، 24 يوليو 2024

انتبه أمامك مفترق طرق!!




هل سلكت يومًا طريقًا بالخطأ؟، أرجو أن تسمع تجربتي، كان الظرف الجوي سيئًا، وكنت أسير بالسيارة في طريق بالكاد أبصر الذي أمامي، وبسبب سوء الأحوال الجوية، سلكت الطريق الخطأ، وهذا ما أتعبني غاية التعب. حمدتُ الله أنّ الأمر جرى على هذا النحو وكفى. فهناك من يخسر حياته، وهناك من يصنع الكوارث في مثل هذه الظروف الخطرة. بالفعل كلنا عرضة للدخول في السكة الغلط، لاسيما عند تعكر الرؤية لضباب أو لعاصفة رملية مفاجأة، قد لا نعلم أن الطريق بهذا السوء، فإذا ما وقعنا في مثل هذا المأزق، علينا أن نعلن حالة الطوارئ، ولتكن السلامة هي الهدف الأهم، لهذا نقول: احذر ثم احذر، فقد يحدث لك ما لا تحمد عاقبته، لاسمح الله، لهذا انتبه من مفترقات الطرق، حتى لا تقع الكارثة لا قدر الله! 

في هذه الحياة العديد من مفترقات الطرق، بعضها قد يكون هام جدًا، لهذا توقف لحظة، عند مفترق الطريق، وتفكر. فتوقفك هذا غاية في الأهمية، اسأل نفسك: أي الخيارين هو الأفضل؟، ثم ادرس العواقب قبل الفعل، حتى لا تندم، فهناك من أضاع الكثير من عمره بطرق الباب الخطأ، السؤال الوجيه: ما يضرك قبل اتخاذ القرار الهام أن تفكر مرتين؟. مثلًا: امرأة ستتزوج. أو طالب سيدرس في تخصص ما. أو شاب سيبدأ مشروع. أو رجل سيقترض من البنك ليبني منزل العمر. وتطول القائمة. تختلف مفترقات الطرق، وكلنا عرضه لسلوك الجادة الخاطئة. لذا يجب علينا التريث والتفكر، قبل اتخاذ أحد الطريقين الإقدام أو الاحجام. ليس عيبًا أن تستشير، ولا أن تتأخر بعض الوقت حتى تهدأ العاصفة وتتضح الرؤية. الحكمة تقول لك تريث، فإذا عزمت فتوكل. 

البعض يستهين بالقرارات، وبالأفكار التي تساهم في اتخاذ القرار، وهذا أمر خطير، فالبوصلة قد تتغير من الشمال إلى الجنوب، وقبلة الصلاة قد تكون عكس ما نحن عليه، إذا لم ندقق قبل الفعل، قد يذهب البناء هدرًا ويضيع العمر سدى، بل قد تقع الكارثة
وإليك هذه الحكاية، عاد الرجل من سفره فوجد أن في فراشه رجل وامرأة، فظن أنّ زوجته تخونه، ولم يكن في الفراش إلا أباه وأمه، ماذا سيفعل المتعجل؟، وما الذي سيفعل المتحقق؟، الحياة تعرض علينا مفترق طرق، فماذا سنفعل عند المفترق؟!

أقام رجل مأدبة للفقراء، ثم قال: الله يكرم من يكرم عياله، فلماذا لا أدعو بعض الأغنياء لها؟، انتهت المأدبة ولم يكن بها فقيرًا واحدًا. هذه القصة قد تكون من وحي الخيال، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فكم من عمل نريد به وجه الله والدار الآخرة؟، ثم في مفترق طريق تسير العجلة إلى ناحية أخرى هي مخالفة للهدف الأول بمقدار ١٨٠ درجة، والسبب هو حلول فكرة عارضة، قد تكون هذه الفكرة عفوية وصغيرة، لكنها هي من ستحرف المقود بالاتجاه المخالف!!

لهذا علينا أن لا نستصغر الأفكار، فهي كفيلة بنقل الواحد من معسكر لآخر، وفي هذا المعنى أجاد الشاعر بقوله:
كـل الحوادث مبدأها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر

ويقول المتنبي:
لا تحقرن صغيرًا في مخاصمة
إنّ البعوضة أدمت مقلة الأسد

فلمن يستصغر الحروف الصغيرة نقول: توقف، فرب كلمة سلبت نعمة، وجلبت نقمة، ربّ كلمة لا يُلقى لها بال يُهوى بها في جهنم، ربّ كلمة قالت لصاحبها دعني، القاعدة تقول: لكل عمل جيد تنوي فعله، هناك سهام تريد أن تحرفك عنه، لهذا كن حذرًا،  عند مفترق الطرق، واقطع الطّريق على قطّاع الطّريق.

الخميس، 18 يوليو 2024

آل زايد: رحلتي حول العالم بداية للتصحيح الثقافي




حوار خاصّ | مع الكاتب عبدالعزيز آل زايد، 

عن كتابه حول العالم في كتاب


تحاوره : خُلود الحُسين- ملتقى الثقافة والأدب.


عبدالعزيز آل زايد، كاتب وروائي سعودي مواليد الدمام 1979. معلم في إدارة التعليم منذ 2006. تخرج من جامعة الملك فيصل، بالأحساء- مدينة الهفوف. وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بمدينة الدمام. يُعَدّ الكاتب آل زايد سفيرَ مؤسسة ناجي نعمان منذ 2022، وحاصل على جائزة الإبداع في الرواية من ذات المؤسسة برواية الأمل الأبيض 2020. الكاتب آل زايد مهتم بالسرديات التاريخيّة التخيليّة. بدأ بكتابة القصة القصيرة في بواكيره، ثم اتجه للرواية. هو مؤلف لديه ١٥ كتابًا منشورًا، حيث كتب عدّة مجموعات قصصيّة، وروايات، وعدّة كتب متنوعة.

_______________

"حول العالم في كتاب"، الإصدار  الخامس عشر، للكاتب آل زايد، يعتبر الكتاب دليل سائح وزاد مثقف، أعِدّ ليكون رفيق سفر. يقع الكتاب في ٢٠٩ صفحات، ويتحدث عن ٨٠ مدينة، في ٨ أبواب، يساهم الكتاب في الإرشاد المعلوماتي والسياحي والجغرافي والتاريخي. رحلة ماتعة عبرَ سفرٍ افتراضي. فكرته (السفر عبر قرطاس). شعاره (تملك ما لا يمتلكه المسافرون). غايته (المعلومة جسر التعارف). 

_______________

استضفنا الكاتب والروائي السعودي الأستاذ عبدالعزيز آل زايد، وحاورناه عن إصداره الـ ١٥ ، بعد التواصل والترحيب، كان الحوار: 


س١: الأستاذ عبدالعزيز آل زايد، أنت روائي حاصل على جائزة في الرواية، خلافًا لما هو متوقع ومفترض، تكسر ما عليه الروائيون، وتتجه لكتابة الكتب الثقافية، و قد صدر لك مؤخرًا كتاب"حول العالم في كتاب"، هل هو زهد في الرواية والأدب؟، أم هو طمع في ملأ جوانب أخرى جديدة؟ 


ج١: الخطأ أن ينحصر الروائي في سجن الرواية، والصواب أن يضع أحباره في قوالب متعددة، أو يختزل المعارف في طيات رواياته، حتى تكون الروايات مغذية ومشبعة، وهذا ما تداركه بعض الأدباء، طبعًا ليس الأمر زهدًا في الأدب، إنما طمعًا في إثراء المكتبة العربية، وقد أزعجني كثيرًا، انحباس بعض الروائيين في جانب السرد، والحاجة ماسة في انتاج كتب ثقافية متنوعة.


س٢: كيف انقدحت في عقلك فكرة الكتاب؟، أليس هذا العنوان مستهلكًا؟ وكتب عنه كثيرًا؟ 


ج٢: لم يكتب عنه الكثير، وكتب السياحة والسفر محدودة، إذا ما قورنت بكتب الأدب، ثم إن ما كتب قديم ويبعث على التثائب والممل، وأدركت أنني سأضيف لمسة خاصّة تَسُدّ ثغرة هامة في المكتبة العربية بطرق هذا المجال. فمن أين جاءت الفكرة؟، الكثير منا يحلم بربح المليون، ولا يتأتى ذلك بعقول مسطحة، تجهل الثقافة البيضاء، فالمثقف يلزمه على الأقل معرفة الحد الأدنى، من معارف المدن والبلدان، وقد وجدت أن كثيرًا من المثقفين يعانون من هذا الداء، فكان الحل العملي انتاج كتاب رشيق ممتع، يجذب القرّاء عن أهم  بلدان العالم. 


ج٣: هل تحب السفر؟، وما الذي اكتشفته بعد انتاجك لهذا الكتاب؟، هل أضاف لك شيئًا؟ 


ج٣: بالتأكيد أنا أول مستفيد، في رحلتي حول العالم الافتراضيّة، وهي بداية لتصحيح ثقافتي الجغرافية، وأدعو الأصدقاء المثقفين تحديدًا لعلاج هذا الضعف، أما عن محبة السفر، فأنا أسفار أحيانًا، غير أن السياحة الورقيّة أولى بالنسبة لي، فأنا مؤلف واحتاج لهذا الزاد لانتاج المزيد من الكتب الجيدة.


س٤: لماذا انتخبت الكتابةَ عن 80 مدينة، لماذا رقم ثمانين تحديدًا؟، وهل هناك مدن هامة لم تكتب عنها؟ 


ج٤: لم أرغب في كتابة موسوعة جغرافيّة، فنحن في زمن السرعة، والكتاب الصغير عليه إقْبَال أكثر، لذا تركنا المطولات، واقتصرنا على ثمانين بلدة، بالتأكيد هناك مدن هامة، تركنا الكتابة عنها، فلماذا الاقتصار على 80؟، أظن أنّ رقم 80، أصبح ثيمة وعلامة مسجلة لهذا الصنف من الكتب، فكلنا سمع برواية الروائي الفرنسي جول غابرييل فيرن، المعروفة باسم (حول العالم في 80 يومًا)، وقد شاطرنا الكاتب الزميل فهد عامر الأحمدي ذات الثيمة في كتابه (حول العالم في 80 مقالًا)، حتى أن بعض كتب الأطفال سارت على ذات النهج، أذكر منها كتاب سافيور بيوتا (حول العالم في 80 حكاية)، وقد عُرِّب للعربية مؤخرًا، نعم هناك من شذّ ليؤكد القاعدة، أمثال الكاتب المصري أنيس منصور في كتابه الشهير: "حول العالم في 200 يومًا". 


س٥: كتبت الرواية وكتبت الكتب الثقافية؟، أي المجالين يستهويك أكثر؟، وهل تجد نفسك في الرواية؟، أم في الكتابة والتأليف؟ 


ج٥: أترك الحكم للجمهور وللأجيال، بالنسبة لي كل صنف له ذائقة، فأنا روائي والرواية الجيدة تَمْتَص العروق، وتستنزف الطاقة، أما التأليف فيحتاج لبحثٍ هستيريّ مُكثّف، واستحلاب لا متناه للعثور على المعلومة. الرواية أكثر قراءة ولها سوق، ولكن الكتاب فائدته المعرفيّة أكبر، وترضي شريحة خاصّة من القرّاء، في اعتقادي أنّ كل روائي كاتب بالضرورة، وليس كل كاتب روائي بالضرورة، بالطبع هناك روايات مهلهلة ومؤلفات سطحية، فكل عمل يحتاج لجهد وإحكام، ومن الجميل أن يظفر الكاتب بجناحين.


س٦: بلغتَ الإصدار الخامس عشر، هل الكتابة سهلة لإنتاج هذا الكم؟، ما هو هدفك من هذه الكتابات؟، أين تريد أن تصل؟، وكم هو العدد الذي تنوي الوصول إليه؟ 


ج٦: لا أعلم. لا أعلم في الحقيقة أين ستقودني المقادير؟، فلدي الكثير من المحبوسات، وفي صدري الكثير، أما عن أهدافي فكبيرة، لا يتسع المجال لطرقها الآن، فقط أرجو أن تكون هناك أمانة وعدالة، لمن لديه رغبة في العطاء، هناك صورة أفضل لمستقبل الثقافة، أرجو أن يتحقق، لنتقدم للأمام. 


س٧: هل ترى كتابك حول العالم، جيد ويستحق القراءة؟، ما أهم البلدان التي تحدثتَ عنها في الكتاب؟ 


ج٧: تحدثتُ عن ٨٠ بلدة يستحق السفر إليها، من عدة قارات، كآسيا و أفريقيا و أوروبا و أمريكا، فهناك عدة مدن لا يعلم القارئ عنها إلا القليل رغم أهميتها، أما المدن الهامة التي يعرفها الجميع تناولتها بطريقة تضيف للقارئ، فمثلًا: تحدثنا عن (مكة المكرمة)، بمعلومات جيدة وجديدة من الجيد الإلمَام بها، وتحاشينا المعلومات غير الهامة، مركزين على المشوق الذي لا غنى عنه. هل تجد كتابك جيد؟، ينقص الكتاب الصور والخرائط والطباعة الملونة، إلا أنّ سعره في المتناول، وأرى أنه سيضيف للقارئ، وسَيُعجب أصحاب الاهتمام في هذا النوع.


س٨: السؤال الأخير: ما الذي يميز الكتاب؟، وهل تعد الجمهور بشيء؟ 


ج٨: أتوقع أن يرى الجمهور كتابات جديدة، أمام بخصوص المؤلفات فلا نستطيع البت بها، لكون الوقت مبكر، ولا نزال في طور العمل بصمت. أما ما يميز الكتاب، فهو خفيف ظل، سهل الأسلوب، ثريّ المعلومة، مقسم لثمان أبواب، سيجد القارئ أنه فرغ منه في جلسات معدودة، وسيلمس فارقًا، لكون الكتاب أعِدّ ليضيف. 


في الختام نشكر لك كرم القبول

ونرجو منك فرصة ثانية في لقاء آخر.



الجمعة، 12 يوليو 2024

كيف أكون مربيًا ناجحًا؟

 




إنّ أهم أمنية لدى الآباء والأمهات أن يكون أبنائهم صالحين وناجحين، وجميع الأسر تحتاج لمربي ناجح، حتى أسر الملوك وأبناء الملوك، فهل فكرنا في تطوير المستوى التربوي؟، أم اقتصرنا على ما نحن عليه وكفى؟. 


إنّ للمربي منزلة عظيمة عند أبنائه، فهل أدرك الأب مقدار هذه المنزلة؟، 

وضع أبٌ يده على كتف ابنه، فقال الابن: عندما تكون يدك على كتفي يا أبي أكون أقوى رجل، فأنت القوة والسند والسلام والأمان. أيها الأب الفاضل منزلتك كبيرة وعظيمة عند أبنائك، فهل ستكسر هذه المنزلة بمواقف ارتجالية؟، أم تجعلها مرتكزًا تنطلق منها لتنمي نجوميته المقبلة؟، حينما أرى طالبًا مهذبًا نادر الصفات، أتشوق لرؤية والده، لكوني أعلم أنّه بذل المستحيل ليبلغ ابنه هذه المرتبة. أبناؤنا في أيدينا عجائن، ونحن من يشكلها ويرسم ملامحها، فهل فظنا لذلك؟


لماذا لا يخطو الآباء بعض الخطوات الصغيرة لتطوير ذواتهم ووسائل تربيتهم من أجل أبنائهم؟، فلرب جرعة صغيرة أحدثت فارقًا كبيرًا لك ولأبنائك. فكم من أمور نحن بأمس الحاجة إليها؟، لماذا تشتكي من ابنك؟، ولا يشتكي الغير؟، لماذا تتذمر منه؟، ويتفاخر الغير بأبنائهم؟، البعض يتهرب من المسؤولية، ويلقي باللائمة على الابن المسكين!. فلماذا لا ننظر في ذواتنا وأدواتنا قليلًا ونسعى في تطويرها؟. 


كيف أكون مربيًا ناجحًا؟، هناك عدة أنواع للمربين، نقسمهم على ثلاثة أصناف: (المربي صانع الحدث، والمربي مراقب الحدث، والمربي الذي يقول ماذا حدث؟)، وإليك التفصيل:


١- المربي صانع الحدث: وهو ذلك المربي الذي يضع الخطط، ليصنع التغيير المناسب في ابنه ليحقق الأثر المستهدف، وعلامات النجاح تحرز بمقدار النتائج.


٢- المربي مراقب الحدث: وهو المربي ذو العين الثاقبة، يدرك ما يدور في أبنائه، ويتدخل في الوقت المناسب، ليمارس التقويم والإرشاد والتوجيه في الساعة الأولى، فلا تمر الأيام إلا بنتائج سليمة، لكون المربي حاضر وفي موقع الحدث. 


٣- المربي الذي يقول ماذا حدث؟: وهو المربي الذي يملك عاطفة جيدة تجاه أبنائه، فيواسي الطفل وقت حاجته للمواساة، ويفرح معه وقت حاجته لمن يفرح معه.


سؤال: من هو المربي الأفضل من بين هؤلاء؟، تختلف الإجابات باختلاف أنماط الشخصية، والأفضل هو ذلك المربي الذي يجمع جميع الأساليب في سلة واحدة، ويقتنيها، فكل دور له منفعة وأثر، فإذا كنتَ مربي ناجح، هناك مربي أنجح، فما هو هدفك؟. التألق في التربية يحتاج لرغبة وصبر، يحتاج لحكمة وحسن تصرف، اسمع قبل أن تتكلم. اعرف الدافع قبل أن تعالج. ليس المطلوب (نسخ كربونية) مستنسخة منك، فلكل فرد نقاط تميزه وتفرده، فهل ندرك نقاط التفرد في أبنائنا؟ 


على المربي اتقان ثلاث أبعاد هامة، هي: (الفكرة و العاطفة والسلوك)، فايصال الفكرة تحتاج لإجادة مهارات التواصل، والعاطفة والحب ستجذب الأطفال إليك، وسيكون البيت آمنًا وممتعًا، ومن المهم التحلي بروح المرح وبث الإيجابية، أثناء تغيير السلوك، حتى لا يكن البيت جحيمًا، إنّ علاج الجُنَح وتقويم السلوك؛ لا تقل خطورة عن مبضع الجراح، فالمشرط يجب أن يسير بحذر، كذلك معالجة نقاط الضعف، ينبغي التوغل برفق حتى لا نكسر كبرياء الطفل. 


الأب هو القدوة، فعليه أن يتحلى بالخصال الحميدة، فإذا أردت ابنًا متسامحًا، سامحه، وتعود على قول: (سامحتك، عفوت عنك). من الأساليب الجميلة في التربية التقويم بالحوار، هذه الاستراتيجية قد تطول قليلًا، إلا أنّ نتائجها مبهرة، لماذا نبخل على أبنائنا بالوقت؟، استخدم أسلوب المناقشة من أجل الاقناع. غير أسلوب فرض الرأي واستخدام العصا، إلى أسلوب التحفيز فهو الأبلغ أثرًا، عَلّم ابنك تحمل المسؤولية، ومرنة على خوض التجربة، وكن مراقبًا لتحركاته، فإذا أخطأ فلتكن شفقتك عليه أسبق من تأنيبه، ولنضع أمامه تغذية راجعة للتقويم، للأسف إنّ أغلبنا يقع في بؤرة التأنيب والعتاب، فلنتعود على كنس السلبيات، ولنتأكد أننا نبني الآن رجالَ الغد.

الاثنين، 8 يوليو 2024

حول العالم في كتاب

 


صدر حديثًا عن دار ريادة للنشر والتوزيع، بمدينة جدة، الإصدار الـ 15 للأديب الأستاذ عبدالعزيز آل زايد، كتاب "حول العالم في كتاب". يدشن الأديب آل زايد في إصداره الـ 15 فكرة (السفر عبر قرطاس)، فيقول في طيات صفحاته: "كم من مسافر ليس له من سفره إلا النصب والتعب؟، وقد يعود من سفره كما ذهب". يُعَرّج المؤلف بعدها بقول: "إنّ هذا الكتاب جاء كرحلة ماتعة تنقلنا عبر صفحاته إلى مدن كثيرة افتراضيًّا، دون أن ينالنا تعب أو يمسنا لغوب". الكتاب عبارة عن رحلة على مَتْنِ قرطاس.


هناك من عشق الترحال لاكتشاف العالم منذ نعومة أظفاره، وتحقق له ما يريد. أعِدّ هذا الكتاب لعشاق السفر، للحالمين بقطع المفازات كـ "ابن بطوطة"، للرحالين الجدد، إذا كنت من هؤلاء؛ فهذا الكتاب يعنيك ويلامس تطلعاتك. اطّلع على هذا السِّفر قبل سفرك، اطّلع على ما كُتِب قبل تحديد وجهتك، استهدف رحلتك من هنا ثم انطلق. 


كتاب "حول العالم في كتاب" بوصلة سياحية، و"كرة أرضية" تختزل العالم بين يديك. 80 مدينة بين راحتيك تستحق النظر، سيقوّي الكتاب حصيلتك الجغرافيّة، وسيمنحك ثقافة معلوماتية جيدة عن أسرار البلدان. يخاطب الكتاب شريحة عشاق السفر، ومن يرغب في تطوير ثقافته عن أهم البلدان. 


إنّ جسورُ العُلْقة مع الآخر تبدأ بمعلومة، وهذا الكتاب خصص ليكون رفيق سفرك، ليساهم في ارشادك المعلوماتي والسياحي والجغرافي والتاريخي، كتاب يحمل في طياته عِدّة مفاتيح معلوماتية هامة عن بلدك المستهدف، (سافر عبر قرطاس قبل أن تسافر، لتمتلك ما لا يمتلكه المسافرون).


جاء في ظهر الغلاف:-

-أي البلدان سنزور؟ وأي الأماكن نهوى إليها الوصول؟، يحتار الراغب في الترحال في بعض الأحايين أي البلدان يستهدف؟ وأيها يقصد؟ لخلو البال من المعلومات.

-إنّ في هذه الصفحات متعًا علمية ولذائذ معرفية عن أهم المدن والبلدان، فهناك من يسمع عن بلد لا يعرف عنه شيئًا، أو لا يعرف إلا النزر اليسير، هنا نسرد بعضًا مما يستحق النظر والاحتواء، وبلا شك إنّ العلم بالشيء خير من الجهل به.

-إنّ هذا الكتاب جملة مفاتيح معلوماتية للتواصل مع الآخر، ومشاريع سؤال تفتح لنا أبواب الحديث مع المختلف الذي ننوي ضرب جسور العُلْقة معه.


الكتاب متوفر على متجر دار ريادة للنشر والتوزيع  

‏https://darreyadah.com/products/حول-العالم-في-كتاب-عبدالعزيز-آل-زايد

الثلاثاء، 2 يوليو 2024

الصّحة تصنعُ السّعادة

 



فرق شاسع بين الجسد الصحيح والجسد السقيم، ولا مقارنة بين المريض العاجز، والشاب القويّ ذو الحيويّة والنشاط، البعض ربط بين السعادة وتحسن الصحة والحالة النفسيّة، فكيف نبلغ هذه السعادة؟، السعادة لا تهبط من السماء، إنما تصنع في الأرض صناعة، وأحد أبواب السعادة الصحة، فهي تاج لا يراه إلا المرضى. فاهتم بصحتك من الآن، ولا تندب حظك لو تعثرت صحتك لا قدر الله، البعض حافظ على صحته رغم تقدم الزمن. والسؤال: كيف نمتلك جسدًا صحيحًا وبدنًا قويًّا؟، نضع هذه السطور، لنساهم في تطوير برامج الرعاية الذاتية، ولنحافظ على الصحة المجتمعية. 


ضع لنفسك ساعة رياضة، وليكن برنامجًا يوميًا، فإن لم تستطع فلتكن نصف ساعة، ولتبدأ بالتدرج، فقليل مدوم خير من كثير منقطع، وليكن لك ميزان تزن فيه وزنك، كما ننصح بمراقبة محيط الخصر. ونشير إلى مسألة هامة يوصي بها الأطباء وهي أخذ قسط جيد من النوم، يقدر من ٧-٨ ساعات يوميًا، ومن المعروف أنّ السهر يدمر الجسد، فعطي جسدك حقه دون نقصان.


إنّ جسمك يحتاج للغذاء، فما هو الطعام الجيد، لتقوية هذا الجسد؟، يستهين البعض من تناول وجبة الإفطار، وهو من الأمور الأساسيّة، وقد ذكر في الأمثال الشعبيّة الجيدة: (افطر فطور ملك، وتغذى غذاء أمير، وتعشى عشاء فقير). واحذر من الأبيضين (الملح والسكر)، وعليك بالبروتين والمكسرات والعسل والثوم، كما ينصح بتناول اللوبيا والفاصوليا والعدس والشوفان، ولا تغفل عن الحشائش الورقيّة، كما عليك بتناول الفاكهة كالتفاح والتوت.


هناك توصيات خاصّة بالجزر والفلفل الحلو، والبنجر وأفوكادو، كما ينصح بتناول قسط كافٍ من الماء يوميًا، وبالإمكان شرب المشروبات النافعة كالشاي غير المحلى، على الواحد منا أن يتفطن لاحتياجاته اليوميّة من الفيتامينات لاسيما فيتامين D و فيتامين C، وينصح بمراجعة الطبيب، عند الشعور بالتعب أو أي طارئ، هناك توصيّة خاصّة كذلك بخصوص الأسماك لاسيما سمك السلمون، أما بالنسبة للبيض فهي وجبة هامة عند جميع الشعوب. كما ينصح بتناول منتجات الألبان بالأخص الزبادي قليل الدسم. احذر من الافراط في تناول الدهون والزيوت، وضعها في خانة المحذورات. ضع لنفسك عادات صحيّة شخصيّة جيدة كالاستحمام اليومي، وتنظيف البشرة وترطيبها بالزيوت الطبيعيّة، حافظ على نظافة الشعر والأسنان، واستخدم النظارات الشمسيّة لحماية العيون، وابتعد عن الضوضاء والبيئة الصاخبة لسلامة السمع، وتواصل اجتماعيًّا بين الحين والحين، لتنشيط الذاكرة، وفي الختام صحة مستدامة نتمناها للجميع.