بين التقديس والمبادئ؛ نرى الخلل الكبير، ففي المسيحية والإسلام هناك تقديس لشخصية والدة المسيح بكونها صاحبة الولادة الاعجازية التي انجبت من غير زوج، فهناك ألقاب لها واعتقادات بها وحولها وصل ببعضهم أن يصفها بـ : والدة الإله وسلطانة السماء والأرض (في المسيحية)، وخير نساء العالمين (في الإسلام)، ولكن أين أطنان المبادئ والقيم التي تتجسد في مريم القدوة؟!
تغيب مريم عن مسرح الحياة العصرية، ولاتستشعر امرأة العصر أن هناك ارتباط بينها وبين هذه السيدة التي يتفق خلق غفير على عظمتها وقداستها، الفتيات اليوم يتعلقن بممثلة وراقصة إن لم يكن بممثل ومغني ومطرب!!، هناك ما يسمى بالتربية بالقدوات، خلق القدوة يقود لاقتفاء الأثر ، فماذا نحتاج من فتاة اليوم ؟!، إذًاعلينا إبراز شخصيات يتفق عليها الكل أنها المثال الحقيقي لما نرجوه من دور المرأة اليوم.
هناك غياب لدور الشخصية الصالحة (القدوة)، فلماذا لا تبرز تلك القدوات؟!، لانتحدث بالضرورة عن تمجيد الأسلاف مثل: مريم وخديجة، بل نقول أين نماذج هذا العصر من النساء القدوات؟!، هل عقرت أرحام الأمهات منهن؟!، أم لا تستحق المرأة اليوم أن تكون قدوة لمثيلاتها؟!، لماذا نحتاج لاستدعاء شخصيات القرون الخالية، ونعجز عن ذكر من هم بين ظهرانينا !!
المسؤولية تقع علينا جميعًا في إيجاد هذه النماذج، من الممكن دراسة هذا الموضوع واحلال العديد من المسابقات وخلق الكثير من التحديات، ولكن تبقى الكارزما لها دورها في اختطاف القلوب، فمن هي العذراء المعاصرة التي سيقع عليها البنان؟!