صعقة مروءة
من يمتلك ثمرات الخير، تفكر فالحياة قصيرة ويبقى لك منها الأثر، الماضون رحلوا ولن تكن خالدًا إلا بالذكر الطيب الذي تصنعه الآن لنفسك، قبل أن تشد الرحال.
قالت نحلة لصويحباتها: "نحن نصنع العسل، ويلتهمه الآخرون، ونحن أولى به من الغير"، وافقتها الرأي صديقاتها، فقرروا أن يحتفظوا بالعسل في خليتهم ويستأثروا به لأنفسهم، فلما حل الشتاء تجمد العسل في الممرات ولم يتمكنوا من الخروج وماتوا بأجمعهم.
هذه القصة الخيالية تعلمنا درس العاقبة السيئة لكل من يستأثر بالخير لنفسه، ما يضرك لو نفحت من أريجك إن كنت وردًا؟، ما يضرك لو سطعت بنورك إن كنت شمسًا؟!، لو أنفق كل ذي حرفة مما لديه لكان الناس سعداء، أما آن لبني البشر أن يتكاتفوا، لإحلال الهناء؟، الجشع وبال على صاحبه فمتى يتعظ المتعظ؟!
الإنسانية التي في أعماقنا تحتاج لصعقة مروءة حتى تفيق، فكم من محتاج وفي يدك إعانته؟، فتش عما لديك وتيقن أن بالجوار من هو في أمس الحاجة إليك أعوزه الحياء والخجل، لنستلف من الأشقاء اليابانيين بعض نبلهم وأخلاقهم في التعامل مع بني جلدتهم، فليست اليابان قطعة من المريخ أو المشتري، فمتى سيفيق الإنسان الذي بداخلنا لتزدهر الحياة؟